
الدكروري يكتب عن ابن الفاروق يعتق الرقاب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب السيرة الشريفة الكثير عن الصحابي عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وقد قيل أنه اشترى عبدالله بن عمر، مرة غلاما بأربعين ألف درهم وأعتقه،
فقال الغلام يا مولاي، قد أعتقتني فهب لي شيئا أعيش به؟ فأعطاه أربعين ألف درهم، وقيل أنه قد اشترى عبدالله بن عمر مرة خمسة عبيد فقام يُصلي، فقاموا خلفه يصلون، فقال لمن صليتم هذه الصلاة؟ فقالوا لله، فقال أنتم أحرار لمن صليتم له، فأعتقهم، وقيل أنه اشترى عبدالله بن عمر بعيرا فأعجبه لما ركبه، فقال يا نافع، أدخله في إبل الصدقة، وقد كان ابن عمر، قد أصاب نافعا في بعض مغازيه، وعلى الرغم من أن نافعا كان عبدا إلا أن الله قد منّ عليه بالعلم، وقد بعثه عمر بن عبدالعزيز إلى أهل مصر ليعلمهم السنن.
وقال نافع مولي ابن عمر، خدمت ابن عمر ثلاثين سنة، فأعطاه ابن عامر في ثلاثين ألف درهم، فقال ابن عمر إني أخاف أن تفتنني دراهم ابن عامر، اذهب فأنت حر، وقال أبو بكر بن حفص كان عبدالله بن عمر لا يأكل طعاما إلا وعلى خوانه أى مائدته، يتيم، وقد كان لابن عمر زوجتان، وأربع ملك يمين، وقيل أنه قد رزقه الله تعالى منهن ستة عشر ولدا وبنتا، فكان له من الذكور اثنا عشر، ومن الإناث أربع، وقد كان ابن عمر وابن عباس يجلسان للناس عند مقدم الحاج، فكنت أجلس إلى هذا يوما، وإلى هذا يوما، فكان ابن عباس يجيب ويُفتي في كل ما سُئل عنه، وكان ابن عمر يرد أكثر مما يُفتي، وقال الإمام مالك: كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت، عبدالله بن عمر، وقد مكث ستين سنة يُفتي الناس.
وقال الليث بن سعد كتب رجل إلى ابن عمر أن اكتب إليّ بالعلم كله، فكتب إليه إن العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن عن أموالهم، كاف اللسان عن أعراضهم، لازما لأمر جماعتهم، فافعل، وقال ابن حزم المكثرون من الفتيا من الصحابة، عمر وابنه عبدالله، وعلي، وعائشة، وابن مسعود، وابن عباس، وزيد بن ثابت، فهم سبعة فقط يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم سِفر ضخم، وان عبدالله بن عمر كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إنه نزل منازله، ويصلي في كل مكان صلى فيه، وحتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة، فكان بن عمر يتعاهدها بالماء لئلا تيبس، وقد روى أبو داود عن نافع عن ابن عمر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
” لو تركنا هذا الباب للنساء ” قال نافع فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات رواه أبي داود، وقد قال نافع كان ابن عمر إذا قرأ “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون” بكى حتى يغلبه البكاء، وحين سُئل نافع عما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال لا تطيقونه الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.