مقالات

الدكروري يكتب عن بل نترحم على أبيك حتى يلقى الله

الدكروري يكتب عن بل نترحم على أبيك حتى يلقى الله

الدكروري يكتب عن بل نترحم على أبيك حتى يلقى الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفه أن عبد الله بن أبي بن سلول عندما قال والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل،
inbound8133867297693893489
وعلم بذلك الخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم، ثم سرى الخبر إلى عبد الله بن عبد الله بن أبي، الذي قال أبوه هذه المقالة، وظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم سوف يقتله، فقال يا رسول الله، إن أبي قال ما سمعت، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى ما أنزل عليك، وأنا سمعت أنك تريد قتله، وأنا لا أرضى أن أرى قاتل أبي يمشي على الأرض، فإن كنت تريد قتل أبي أتيتك، الآن برأسه ووضعته بين يديك، لأنه رضي الله عنه مؤمن وأبوه منافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بل نترحم على أبيك حتى يلقى الله” 
وعندما رجع عبد الله بن أبي المدينة وصل إلى أسوارها، فقام عبد الله بن عبد الله بن أبي فسلّ سيفه ووقف على مدخل المدينة، فلما دخل الناس واجتازوا وقف، فلما رأى أباه قال” والله لا تدخل حتى يأذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدخول، قال ولم؟ قال لأنك الأذل ورسول صلى الله عليه وسلم الأعز، فإن أذن لك وإلا أخرجناك من المدينة، قال تفعل بي وأنت ابني؟ قال كما سمعت، فذهبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالوا يا رسول الله، ائذن فى عبد الله بن أبي أن يدخل المدينة، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ائذنوا له، فأذنوا له فدخل، وهذا من الصحابة رضي الله عنه وأرضاه وهذا من كمال التوحيد وكمال الموالاة. 
وقد جعل الله سبحانه وتعالى عقيدة الولاء والبراء جزءا من عقيدة أهل السنة والجماعة يلقون بها الله سبحانه وتعالى، وفي شهر شوال من السنة التاسعة للهجرة، وبعد آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وارى التراب جثمان رجل كان من أشد الناس خصومة للإسلام وأهله، وشخصية كانت مصدر قلق ومنبع شر للمجتمع الإسلامي بأسره، ذلك هو زعيم النفاق ورافع لوائه عبدالله بن أبي بن سلول، وهذه الشخصية هي صاحبة الامتياز في إخراج ظاهرة النفاق إلى الوجود، فلم يكن الناس قبل ذلك إلا مؤمنا صادق الإيمان، أو كافرا مجاهرا بجحوده، فأضاف ابن سلول طريقا ثالثا وهو أخطر من صريح الشرك، وهو الكفر الخفي، ليعمل على هدم الإسلام من داخله. 
ويقضي على تلاحم أبنائه، وتماسك أفراده، وجذور النفاق عميقة في نفس ابن سلول، وكانت البداية قبل هجرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان بعد انتصار المسلمين على يهود بني قينقاع سارع ابن سلول في الشفاعة لحلفائه كيلا يقتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء إليه وقال ” يا محمد، أحسن في مواليّ ” وكرر ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، وأمسكه من ثيابه حتى ظهر الغضب في وجه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد علل إصراره على هذا الموقف بقوله ” قد منعوني من الأحمر والأسود، إني امرؤ أخشى الدوائر ” فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هم لك ” وهذا ما رواه ابن إسحاق في سيرته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock