مقالات

الدكروري يكتب عن طبيعة النفس البشرية

الدكروري يكتب عن طبيعة النفس البشرية

الدكروري يكتب عن طبيعة النفس البشرية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من طبيعة النفس أنها إذا رأت من الإنسان حزما وعزما فإنها تنقاد له، وإذا رأت منه ضعفا وترددا مالت به للهوى، فعلى سبيل
inbound6100773895244489304
المثال من ينام وهو متردد في القيام لصلاة الفجر سيجد ثقلا كبيرا وسيجد أن نفسه تغلبه ولن يقوم لأداء صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد في الغالب، أما من نام وقد عزم عزيمة قوية على القيام لصلاة الفجر، واتخذ قرارا حاسما بأنه لا بد أن يقوم لصلاة الفجر، واتخذ من الوسائل ما يعينه على ذلك فإن هذا لن يجد صعوبة فى الاستيقاظ وقت صلاة الفجر وفى أدائها مع الجماعة فى المسجد، أرأيتم الفرق بين الأول والثاني؟ فالأول عنده ضعف وتردد وضعف عزيمة، والثانى عنده قوة عزيمة وعنده اهتمام كبير واتخذ قرارا بأنه لا بد أن يصلي مع الجماعة فى المسجد. 
هذا القرار وهذه العزيمة هي من أكبر العون للإنسان على أن يحقق هذا الهدف وأن يؤدى الصلاة مع الجماعة في المسجد ومن طبيعة النفس كذلك أنها إذا اعتادت شيئا من الشهوات المحرمة فإنه يصعب عليها فطامها منها، ولكن إذا وجدت قوة وعزيمة من الإنسان فسرعان ما تنفطم، ويشبهها بعضهم بالطفل الرضيع، فإنه يريد الاستمرار فى الرضاع فإذا فطم عن الرضاع تألم يوما أو يومين أو ثلاثة ثم إذا به يتعود على الفطام، وهكذا النفس إذا فطمت عن بعض ما ألفته قد تتألم ثم سرعان ما تنفطم، والنفس كالطفل إن تهمله شب على، حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم، ومن اعتاد إطلاق بصره إلى ما حرم الله إذا أراد نهى نفسه عن ذلك، فقد يجد فقد يجد صعوبة في بداية الأمر. 
ولكن سرعان ما تنفطم نفسه مع المجاهدة، وتنقاد له، وهذا الانقياد من النفس للإنسان، حتى تستقيم على طاعة الله عز وجل وهو التيسير لليسرى الذى ذكره الله تعالى فى قوله تعالى فى سورة الليل ” فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى” أى أن الإنسان يؤدى الطاعات بسهولة ويسر من غير أن يجد كلفة ولا صعوبة ولا مشقة، وهذا هذا من التيسير لليسرى هذا من التوفيق الذى يوفق الله تعالى له بعض الناس، فتجد بعض الناس لا يجد أدنى صعوبة أو مشقة فى القيام لصلاة الفجر، أو فى صيام النوافل، أو فى البذل والإنفاق فى سبيل الله، بينما تجد آخرين يجدون صعوبة وثقلا وترددا، كما قال الله تعالى فى شأن الصلاة كما جاء فى سورة البقرة ” وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين” 
والفرق بينهما أن الأول قد يُسر لليسرى، وهو يأتى بالطاعات بسهولة ويسر من غير كلفة ومشقة، أما الآخر فلم ييسر لليسرى، وهذا يرجع إلى فقه طبيعة النفس وسياسة النفس، فينبغى العناية بهذه المسألة، وأن يكون لدى الإنسان فقه ومعرفة بطبيعة نفسه، وأن النفس بطبعها تريد أن تنجرف به للهوى، فهي تحتاج منه إلى نهي تحتاج منه إلى مراقبة، وتحتاج منه إلى محاسبة حتى تستقيم على طاعة الله عز وجل، فإن الإنسان في هذه الحياة الدنيا في دار ابتلاء وامتحان، ولا تصفو هذه الحياة الدنيا لأحد، فقال تعالى ” لقد خلقنا الإنسان فى كبد “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock