مقالات

الدكروري يكتب عن إستشهاد الصحابي بن أبي أحيحة

الدكروري يكتب عن إستشهاد الصحابي بن أبي أحيحة

الدكروري يكتب عن إستشهاد الصحابي بن أبي أحيحة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الصحابي الجليل خالد بن سعيد رضي الله عنه، وكان شهرة والدة هو أبي أحيحة، بأنه استشهد رضوان الله تعالى عليه في مرج
inbound6797083470083460774
الصفر، وهو موقع بالشام، وقيل كانت واقعة مرج الصفر أوائل السنة الرابعة عشرة من الهجرة، في صدر خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكان عندما هاجر خالد إلى الحبشة كانت معه امرأته أميمة بنت خلف الخزاعية، وولد له بها ابنه سعيد بن خالد، وابنته أم خالد، واسمها أمة، وأما عن أميمه بنت خلف، فقد تزوجها خالد بن سعيد بن العاص، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له هناك سعيد وأمة، وقد هاجر معه إلى أرض الحبشة، أخوه عمرو بن سعيد بن العاص، وقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر. 
مع جعفر بن أبي طالب في السفينتين، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين، فأسهموا لهم، ولم يزل خالد وأخواه عمرو وأبان على أعمالهم التي استعملهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما توفي رجعوا عن أعمالهم، فقال لهم أبو بكر الصديق ما لكم رجعتم? ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ارجعوا إلى أعمالكم، فقالوا نحن بنو أبي أحيحة لا نعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا، وكان خالد على اليمن، وأبان على البحرين، وعمرو على تيماء وخيبر، وقرى عربية، وتأخر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبي بكر الصديق، فقال لبني هاشم إنكم لطوال الشجر طيبوا الثمر، ونحن تبع لكم، فلما بايع بنو هاشم أبا بكر الصديق بايعه خالد وأبان.
وإن خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يلتقى نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم، في الجد الثالث، وقد ولد في بيت تبدو عليه دلائل النعمة والشرف، وله من السيادة والمجد والأدب نصيب، وقد طلعت الشمس ذات يوم على بطحاء مكة، وإذا بالأخبار تتوالى على مسامعه أن أمرا عظيما قد حدث، وهو إن السماء قد اتصلت بالأرض في صورة وحى وشرع جديد لينقذ البشرية من الظلمات إلى النور، والمختار لتلك المهمة العظمى هو النبى محمد بن عبدالله، خير خلق الله صلى الله عليه وسلم ويسمع خالد هذه الأخبار في سكون مهيب، وصمت وديع، وسرور عظيم، وما كان له أن يُظهر ما يشعر به من تصديق وإيمان فجأة فإن مكة وقتها كانت مشدوهة فزعة بسماعها الخبر، لأنه يهدد مجد الآباء والأجداد الضالين. 
وكان خالد من الأعلام السابقين، والذين قدموا في سبيل نصرته الكثير، مما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يرشحه واليا على اليمن، ولما بلغه الخبر العظيم باستخلاف أبي بكر رضي الله عنه فقد جاء إلى المدينة، فلم يبايع أبا بكر الصديق مع معرفته لقدره، فقد كان يرى أن الأحق بها واحد من آل البيت بني هاشم ولم يكرهه أبو بكر على البيعة، مع حبه له تقديرا لرأيه ومكانته، ولم يلبس خالد أن اقتنع بكفاءة أبي بكر للخلافة فبايعه بلا رغبة ولا رهبة، ولما كانت أعمالهم خالصة لذي الجلال والإكرام، لذا لم يتطلعوا للقيادة والزعامة، بل استوت عندهم الأمور فلا فرق إن كان أحدهم قائدا أو جنديا، وها هو ناطق بالحكمة حين عزله عن قيادة أحد الجيوش المتجهة إلى الشام. 
فيقول “والله ما سرتنا قيادتكم، ولا ساءنا عزلكم” ثم يعتذر له الخليفة، مبينا له وجهة نظره عسى أن يكون العزل خيرا لخالد في دينه، ويخيره بين أن يكون تابعا لجيش عمرو بن العاص وهو ابن عمه أم مع شرحبيل بن حسنة فيجيب خالد بجواب النفوس التقية “ابن عمي أحب إليّ في قرابته، وشرحبيل أحب إلي في دينه” ثم يختار أن يكون جنديا في كتيبة شرحبيل بن حسنة، واستمر الرجل مجاهدا في كل المواقع التي قدر له أن يكون فيها مجاهدا، حتى رزق الشهادة في موقعة مرج الصفر بأرض الشام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock