بقلم الكاتب الصحفي /فؤاد غنيم

الصوم مدرسة التربية والأخلاق

بقلم الكاتب الصحفي /فؤاد غنيم

بمناسبة قرب 

 شهر رمضان المبارك شهر الصوم شهر البر والإحسان.

 هو شهر يسعي فيه المسلم إلي نيل رضا الله بالالتزام 

بأوامر الله وما نهي عنه وأن يصوم بقلبه قبل صوم الجوارح

فقد جاء في رواية البخاري ومسلم أن رسُول الله صلي الله علية وسلم قال ان الصوم جُنة الي أخر الحديث وصدق الرسول الكريم

في هذا الحديث كثير من الصور الاخلاقية والأساليب التربوية الراقية فقول الرسول أن الصوم جُنة هذة أُولي مظاهر التربية الإسلامية

إذ أن الصوم جُعل وقاية للصائم من الضلال ومن المعاصي ومن الزيغ وحصناً منيعاً من النار 

كما ان الصوم يعني التوبة ويعني الطاعة لله عز وجل والإنقياد الي ما يرضي الله فالصوم هو السر بين العبد وخالقة

ومن أعظم صور التربية والأخلاق

جاء في( كتاب إحياء علوم الدين) للإمام أبو حامد الغزالي 

عن رأية رحمة الله في حقيقة الصوم إذ قسم الصوم الي ثلاث درجات

١- صوم العموم :

وهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة

٢- صوم الخصوص :

وهو كف السمع والبصر والسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن ارتكاب الزنوب والأثام

٣- صوم خصوص الخصوص

إنة صوم القلب عن الافكار الدنيوية وكفة عما سوى الله عزوجل بالكلية

والانسب لنيل شرف الصوم وسمو مكانتة ان يكون مفهوم الصوم مستوعبا كل هذة الاقسام

فالصوم بمعناة الحقيقي هو إمساك عن كل ما حرم الله من قول وفعل اوتفكير إمساك النفس عن المعاصي والشهوات وكبح جماح النفس عن الشطط والإنحرافات وإمساك الجوارح عن كل ما فية ضرر للناس او إغضاب الله عز وجل

وإمساك الخواطر عن التفكير إلا فيما يرضى الله رب العالمين

وعلي هذا فالصوم ليس الهدف منة مجرد الجوع والعطش وحبس النفس عن شهواتها كما تعود علي ذلك الكثير منا نحن المسلمون الذين لم يراعوا للصوم أدابة ولم يتفهموا أهدافة ولم يتبينوا مقاصدة ولم يدركو أصولة فكان صومهم حركة ألية

لم تصل الي قرار النفس ولم تخالط الوجدان ولم تؤثر في سِلُوكة

فالصوم يهدف الي ماهو أسمى من ذلك وأعظم

اذ هو مدرسة التربية علي الجلد والصبر ومحاربة الصائم لنزواتة في معركة شرسة مع أهوائة ونزعاتة

اللهم 

اللهم بارك لنا في رمضان وتقبل منا الصيام والقيام 

وصالح الاعمال واستجب لدعائنا يا رب العالمين

والحمد لله رب العالمين وصلاةً وسلاماً علي سيد الخلق أجمعين خاتم الإنبياء والمرسلين.

كل عام وانتم بخير