مقالات

الدكروري يكتب عن أول من مات من الأنصار

الدكروري يكتب عن أول من مات من الأنصار

الدكروري يكتب عن أول من مات من الأنصار

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية أن الصحابي الجليل كلثوم بن الهدم رضي الله عنه توفي قبل غزوة بدر

inbound9143102167421065500

 

 الكبرى والتي حدثت في السنة الثانية للهجرة بوقت قليل، فلم يشارك في الغزوات، التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ضد المشركين والكفار واليهود بسبب وفاته رضي الله عنه، وذكر الطبري أن كلثوم بن الهدم أول من مات من الأنصار بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، حيث قيل أنه مات بعد قدومه بأيام في حين ابتداء بنيان مسجده وبيوته، وكان موته قبل موت أبي أمامة أسعد بن زرارة بأيام، ولم يلبث بعد مقدمه إلا يسيرا حتى مات، ثم توفي بعده أسعد بن زرارة، وقد كان رجلا صالحا، ويتصف بالأخلاق الفاضلة، فلذلك قال الواقدي قيل نزل النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن خيثمة.

 

ونزل على كلثوم بن الهدم جماعة من المهاجرين ثم لم يلبث أن توفي رضي الله عنه في السنة الثانية من الهجرة وذلك قبل غزوة بدر وكان رجلا صالحا، وهكذا إذا أراد المرء منا أن يرتقي أو يتقدم أو يفوز بعلو الدنيا وعلو الآخرة فلابد من أن يستضيء بنور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم الذين عضوا بالنواجذ على سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وتتجلى روعة أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في أنهم رأوا في الإسلام المنهج السامي الذي يحقق لهم الحياة مثلى في دنياهم وأخرتهم، فتمثلوا بمبادئ الإسلام وتعاليمة إلى أرض الواقع، وحققوها في أنفسهم وفيمن حولهم، وإن من الصحابة الكرام هو الصحابي الجليل مصعب بن عمير، أو مصعب الخير، كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

 

وهو بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي أحد السابقين إلى الإسلام، وقد أسلم قديما والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم، وكان محببا إلى والديه يغدقان عليه بما يشاء من أسباب الراحة والترف والنعيم، ولهذا كان من أنعم فتيان مكة، فكان فتى مكة شبابا وجمالا وتيها، فهو غرّة فتيان قريش وأوفاهم بهاء وجمالا وشبابا، وكانت أمه هى، خُناس بنت مالك، وكانت تتمتع بقوة فذة في شخصيتها وكانت تهاب الى حد الرهبة، وكانت أمه غنية كثيرة المال تكسوه أحسن ما يكون من الثياب وأرقه، وكان أعطر أهل مكة، وقبل الإسلام، اشتهر الصحابي الجليل مصعب بن عمير بجماله، وتأنقه، وارتدائه أفضل الملابس وأغلاها، وتعطره بأجمل العطور، كما عُرف بأعطر أهل مكة. 

 

فكان من زينة شباب قريش، وبعد إسلامه، هاجر ابن عمير إلى الحبشة عندما اشتد الأذى على الصحابة رضوان الله عليهم، ثم هاجر إلى المدينة المنوره إثر البيعة الأولى، إذ أرسله الرسول عليه الصلاة والسلام إليها ليُعلم سكانها القرآن الكريم وتعاليم الدين الإسلامي، ثم عاد بعد ذلك إلى مكة المكرمة مع الأنصار، وحين أسلم مصعب خاف أمه وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرا، ولكن أبصره عثمان بن طلحة، وهو يدخل الى دار الأرقم، ثم مرة ثانية وهو يصلي صلاة محمد، فأسرع عثمان الى أم مصعب ينقل لها النبأ الذي أفقدها صوابها، ووقف مصعب أمام أمه وعشيرته وأشراف مكة المجتمعين يتلو عليهم القرآن الذي يطهر القلوب، فهمّت أمه أن تسكته بلطمة ولكنها لم تفعل، وإنما حبسته في أحد أركان دارها وأحكمت عليه الغلق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock