الأخبار

الشيخ / إسلام هلال الأحول يتكلم عن سلوك الصائمين في شهر رمضان

الشيخ / إسلام هلال الأحول يتكلم عن سلوك الصائمين في شهر رمضان

الشيخ / إسلام هلال الأحول يتكلم عن سلوك الصائمين في شهر رمضان
إعداد//محمد واكد
الحمد لله الملك الحق المبين وأصلي وأسلم علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد النبي الصادق الوعد الأمين وعلي آله وصحبه أجمعين وبعـــــــــــــــــــــــــــد:
أولاً/الصالحون دائماً يتأسون ويقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك امتثالاً لأمر الله تعالى (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (الأحزاب21)
والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو اتباع للقرآن الكريم الذي هو كتاب هداية وارشاد ورشاد كما اخبرنا بذلك ربنا تبارك وتعالى في قوله تعالى(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(إبراهيم1)
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صورة واقعية للقرآن الكريم كما جاء في الحديث الشريف عن سعد بن هشام قال سألت عائشة أم المؤمنين فقلت أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أما تقرأ القرآن ؟ قلت بلى : قالت كان خلقه القرآن،(رواه الإمام أحمد)
ثانياً/ إن شهر رمضان موسم من أسمى المواسم الروحية في الطريق إلى الله تعالى وإن الخطوة الأولى والسلوك الأول في هذا الطريق:
التوبة إلى الله تعالى،
فالتوبة هي أول قدم في طريق الصلح مع الله تعالى ولقد دعانا الله عز وجل الى التوبة في كثير من مواضع القرآن الكريم فقال تعالى(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر53)
وكما جاء في الحديث القدسي الجليل عن سيدنا أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة أنه قال(يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم…)أخرجه الإمام مسلم
ولذلك فإن الصالحين يتوبون إلى الله تعالى دائماً ويرجعون إليه في اليسير من أمرهم والعظيم منه فإنهم يبدأون شهر رمضان بتجديد العهد مع الله تعالى وذلك بالتوبة الخالصة النصوح فتكون هذه التوبة فيصلاً حاسماً في حياة الإنسان، يبدأ عهداً مع الله تعالى كله صدق ويبدأ حياة كلها تقوى ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً،
ثالثاً / إن الصالحين في ابتداء شهر رمضان يجددون عهدهم مع الله تعالى ويلتزمون بتجديد هذا العهد الصادق مع الله عز وجل بالإكثار من قراءة القرآن بتدبر وتفكر وعمل وذلك لأن شهر رمضان هو شهر القرآن كما قال الله تعالى(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ….(البقرة185)
والقرآن الكريم هو دستور المسلمين، قراءته عبادة والتفكير فيه عبادة واتباعه واجب وكلما اقترب الإنسان من تحقيق الأخلاق التي رسمها القرآن كان أقرب وأحب إلى الله ورسوله، ولقد علم الصالحون ما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألمّ حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) أخرجه الترمذي
وعلم الصالحون أيضا ما ورد عن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(خيركم من تعلم القرآن وعلمه) أخرجه البخاري،
فعلم الصالحون ذلك وأكثر من ذلك عن فضائل القرآن التي لا تعد ولا تحصى فوطنوا انفسهم أن يزيد إلتجاؤهم إلى القرآن في شهر القرآن وفي شهر رمضان
وكما قال أحد الصالحين وهو يعدد معجزات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
لك معجزات باهرات جمةٌ
وأجلها القرآن خير مؤيدي
آياته يشفي القلوب رحيقها
وبها تصدع كل قلب ملحد
صفة القديم وقبسة من نوره
وسعادة التالي وكنز المهتدي
في كل حرف منه سر محكم
يهدي لخير شريعة بشواهد
ما بدلت أو حرفت كلماته شُلت يد الجاني وشاة المعتدي
يا تاليا أبشر بطيب أريجه
فبه مناجاة القريب الواحد
والزمه تُمنح من رضاب شرابه
وتكن على قدم الحبيب محمد
يارب صلّ علي الحبيب محمد
واجعله شافعنا بفضلك في غد
رابعاً/من سلوك الصالحين في رمضان
(كثرة الجود والإنفاق) وذلك تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم:
فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أنه قال:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) أخرجه البخاري،
وفي هذا الحديث الشريف ربط قوي بين رمضان وبين القرآن وبين كثرة الصدقة والجود، والواقع أن كثرة الصدقة في رمضان هي دليل واضح على أن الصوم وقراءة القرآن قد أثمرا الثمرة المرجوة وهو الإكثار من الجود ومن فعل الخيرات،
أما الذي يصوم رمضان ويقرأ القرآن الذي هو رحمة ونور فلا يشرق قلبه بنور الرحمة ولا تتألق نفسه بضياء الكرم ولم يوق شح نفسه فإن ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن وسائل النور هذه لم تتغلغل في نفسه فتصل إلى أعماقها مختلطة بلحمه ودمه فتقوده إلى الجود والإحسان،
على أن الذي يتصدق بصدقة فلا تعلم شماله ما أعطت يمينه داخل في نطاق السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، كما جاء ذلك في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه،
نسأل الله تعالى الهداية والتوفيق والرشاد إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلي الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فضيله الشيخ إسلام هلال الأحول إمام وخطيب بإدارة أوقاف إيتاي البارود ثان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock