الدكروري يكتب عن موقف الجنابة من الصيام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ينبغي علينا أن نعلم أنه من أصبح صائما وهو جُنب صح صومه، فيغتسل ويتم صومه، فعن السيده عائشه رضى الله عنها قالت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كان يدركه الفجر
وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم ” رواه البخارى، ويجب علينا أيضا أن نعلم كيفية وأحكام الطهاره جيدا حتى نتمكن من أداؤها على الوجه الأكمل، فمن أحكام الطهارة أن يستتر الإنسان عم الأنظار عند قضاء حاجته، وإن كان في خارج البنيان فليبتعد عن الناس قليلا، ولا يجوز له أن يستقبل القبلة ولا يستدبرها وهو يقضي حاجته، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح، ثم يستنجي بالماء بعد انتهائه من قضاء حاجته، وإن شاء استجمر بالحجارة أو المناديل، ويحرص أثناء الاستنجاء أن لا يمس ذكره بيمينه.
فإذا أراد أن يتوضأ، فليبدأ بالبسملة فيقول بسم الله، وإن تركها فلا شيء عليه، لأن الصواب والله أعلم أن التسمية عن الوضوء مستحبة وليس بواجبة، ثم يبدأ في أعمال الوضوء فيغسل يديه ثلاثا، وهذا الغسل مستحب وليس بواجب، ثم يبدأ بالواجبات فيتمضمض ويستنشق ثلاثا، ومن الملاحظ أن كثيرا من الناس يتمضمضون ثلاث مرات، ثم يستنشقون ثلاث مرات، وهذا خلاف الأولى، لأن السنة أن يأخذ الإنسان في كفه ماء فيتمضمض ويستنشق بذلك الكف نفسه، والأفضل أن يأخذ ثلاثة أكف من الماء، يتمضمض ويستنشق من الكف الأول ثم الثاني كذلك ثم الثالث كذلك، ثم يغسل وجهه ثلاث مرات، ثم يغسل يديه ثلاث مرات من أطراف الأصابع حتى المرفقين، ثم يمسح برأسه مرة واحدة مع أذنيه.
ثم يغسل رجليه إلى المرفقين ثلاثا، وليعلم المسلم أن غسله لأعضائه ثلاث مرات إنما هو الأفضل، ويجوز غسل الأعضاء مرة، ويجوز مرتين، والثلاث أفضل، فإن زاد على الثلاث فقد أخطأ ويُخشى عليه من الإثم، لقول النبى صلى الله عليه وسلم ” فمن زاد على ذلك وهو يعني على الثلاث، فقد أساء وتعدى وظلم ” وينبغي للمسلم إذا مسح برأسه أن يمسح أذنيه بنفس الماء الذي مسح به رأسه، فإذا مسح رأسه فيمسح أذنيه بالماء المتبقي من مسح الرأس، ولا تأخذ للأذنين ماء جديدا، وهذا لعدم الإسراف فى الماء، وينبغي للمسلم في وضوئه أن يعمل بالسنن التي تكمل وضوءه، ومنها أن يستاك عند الوضوء، ومنها أن لا يتجاوز مقدار الماء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ به.
فقد جاء في الصحيحين عن البخارى ومسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمُد، وهو أقل من اللتر، وهذا كما ذكرنا للمحافظه على الماء وعدم الإسراف فيه، ومما يجب على المسلم أن يتأكد من وصول الماء إلى أعضائه، ففي الصحيحين مرفوعا، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ويل للأعقاب من النار ” ومعنى الأعقاب، هى جمع عقب، وهو العظم الذي يكون في آخر القدم، وهو من الأعضاء التي لا يصل إليها الماء إذا استعجل الإنسان في وضوئه، ولذلك فقد نبّه النبي صلى الله عليه وسلم، أصحابه الكرام، بأن يتأكدوا من غسل أعقابهم، وحذر من أهمل غسلها من عذاب النار.
زر الذهاب إلى الأعلى