الدكروري يكتب عن مشاركة النساء في غزوة خيبر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في الروايات الإسلامية، أنه جاء رجل من الأعراب إلى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، فآمن به، واتبعه، فقال أهاجر معك؟ فأوصى به
بعض أصحابه، فلما كانت غزوة خيبر، غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقسمه، وقسم للأعرابي فأعطى أصحابه ما قسم له، وكان يرعى ظهرهم، فلما جاء دفعوه إليه، فقال ما هذا؟ قالوا قسم قسمه لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذه فجاء به الى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال ما هذا يا رسول الله؟ قال ” قسم قسمته لك ” قال ما على هذا اتبعتك، ولكن اتبعتك على أن أرمي هاهنا، وأشار إلى حلقه، بسهم، فأموت فأدخل الجنة، فقال إن تصدق الله يصدقك، ثم نهض إلى قتال العدو.
فأتي به إلى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو مقتول، فقال ” أهو هو؟ ” قالوا نعم، قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “صدق الله فصدقه” فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم، في جبته، ثم قدمه، فصلى عليه، وكان من دعائه له ” اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك، قُتل شهيدا، وأنا عليه شهيد” وقيل أنه جاء عبد أسود حبشي من أهل خيبر، كان في غنم لسيده، فلما رأى أهل خيبر قد أخذوا السلاح، سألهم ما تريدون؟ قالوا نقاتل هذا الذي يزعم أنه نبي، فوقع في نفسه ذكر النبي، فأقبل بغنمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ماذا تقول؟ وما تدعو إليه؟ قال صلى الله عليه وسلم “أدعو إلى الإسلام، وأن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وألا تعبد إلا الله” قال العبد فما لي إن شهدت وآمنت بالله عز وجل.
قال صلى الله عليه وسلم ” لك الجنة إن مت على ذلك ” فأسلم ثم قال يا نبي الله، إن هذه الغنم عندي أمانة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أخرجها من عندك وارمها بالحصباء، فإن الله سيؤدي عنك أمانتك” ففعل فرجعت الغنم إلى سيدها، فعلم اليهودي أن غلامه قد أسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فوعظهم وحضهم على الجهاد، فلما التقى المسلمون واليهود، قتل فيمن قتل العبد الأسود واحتمله المسلمون إلى معسكرهم فأدخل في الفسطاط فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع في الفسطاط، ثم أقبل على أصحابه، وقال ” لقد أكرم الله هذا العبد، وساقه إلى خيبر، ولقد رأيت عند رأسه اثنتين من الحور العين، ولم يصل لله سجدة قط”
وقد روت أمية بنت أبي الصلت عن امرأة من بني غفار قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، في نسوة من بني غفار فقلن يا رسول الله قد أردنا أن نخرج معك إلى وجهك هذا وهو السير إلى خيبر، فنداوي الجرحى ونعين المسلمين بما استطعنا، فقال على بركة الله، قالت فخرجنا معه، قالت فوالله لنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى الصبح ونزلت عن حقيبة رحله، قالت وإذا بها دم مني وكانت أول حيضة حضتها، قالت فتقبضت إلى الناقة واستحييت، فلما رأى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ما بي ورأى الدم قال ” ما لك؟ لعلك نفست؟” قالت قلت نعم؟ قال ” فأصلحي من نفسك ثم خذي إناء من ماء فاطرحي فيه ملحا ثم اغسلي ما أصاب الحقيبة من الدم، ثم عودي لمركبك”
قالت فلما فتح الله خيبر رضخ لنا من الفيء، وأخذ هذه القلادة التي ترين في عنقي فأعطانيها وعلقها بيده في عنقي، فوالله لا تفارقني أبدا، وكانت في عنقها حتى ماتت، ثم أوصت أن تدفن معها، قالت وكانت لا تطهر من حيضها، إلا جعلت في طهرها ملحا، وأوصت به أن يجعل في غسلها حين ماتت.
زر الذهاب إلى الأعلى