مقالات

الدكروري يكتب عن قريش بعد هجرة المسلمين إلى المدينة

الدكروري يكتب عن قريش بعد هجرة المسلمين إلى المدينة

الدكروري يكتب عن قريش بعد هجرة المسلمين إلى المدينة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة أنه كان من بين من بقى مع رسول الله صلي الله عليه وسلم بمكة بعد هجرة أصحابة هو الصحابي الجليل أبو بكر الصديق وعلي بن
أبي طالب رضي الله عنهما وكان كلما استأذن أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة، يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم “على رسلك فإني أرجو أن يُؤذن لي” فيقول له أبو بكر الصديق وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي؟ ولما رأى المشركون أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيعظم بعد هجرة المسلمين إلى المدينة، وبعد أن أسلم كثير من أهلها، وأنه سيصبح خطرا على حياتهم وتجارتهم بين مكة والشام إذا خرج من بينهم إلى المدينة، وأفلت من يدهم، لما رأى المشركون ذلك، اجتمعوا فى دار الندوة، ليتشاوروا فى أمرهم. 
وفي أنجع الطرق للتخلص من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بحثوا في اجتماعهم ثلاثة حلول، أولها إخراجه من مكة ونفيه منها، وثانيها هو حبسه حتى تموت دعوته، وثالثها هو قتله بواسطة شباب مختارين من قبائل قريش حتى يتفرق دمه بينها، ولا يتأتى لبنى عبدالمطلب الأخذ بثأره، فيقنعوا بالدية، وبذلك تتخلص قريش من محمد إلى الأبد، وقد نال الرأى الأخير إجماع قريش وصمموا على تنفيذه، ولكن الله العليم بالسرائر أخبر نبيه بما عزم عليه كفار قريش، وأمره بالهجرة إلى المدينة، وأخبر صديقه أبا بكر بذلك، وطلب أبو بكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصحبه في هجرته، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما طلب، وفرح أبو بكر فرحا عظيما لما سيكون له من شرف صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
بعد شرف صداقته، وفى الليلة التى حددتها قريش لتنفيذ كيدها، ونيل مكرها، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمه على بن أبى طالب رضى الله عنه أن ينام فى فراشه، ويتسجّى ببُرده حتى يطمئن المشركون على وجود فريستهم في مكانها، وأنهم لا شك بالغون ما أرادوا، ولكن الله الحافظ لرسوله، والناصر لحقه على باطلهم أعمى أبصارهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عميت بصائرهم عن الحق، فلقد خرج من بينهم في الثلث الأخير من الليل وهو يقرأ قول الله تعالى ” وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون” وذهب إلى دار صديقه أبي بكر وخرجا معا والليل لم ينته بعد إلى غار ثَور، واختبأ فيه حتى يئس كفار قريش من العثور عليهما، مع أنهم حين كانوا يفتشون. 
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه وقفوا فوق الغار، حتى لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآهما، ولكن الله البالغ أمره، صرفهم عن رؤيتهما، وكان الحزن قد اشتد بأبي بكر، والخوف قد استولى عليه، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم طمأنه بقوله ” لا تحزن إن الله معنا” يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock