الدكروري يكتب عن دفاع الزبير عن الإسلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي الجليل الزبير بن العوام حواري رسول الله صلي الله عيه وسلم، فقد شارك في الغزوات ودافع عن الإسلام كثيرا، وقد أصيب
الزبير بضربتين في غزوة بدر، فعن عروة قال “كان في الزبير ثلاث ضربات، إحداهن في عاتقه، إن كنت لأدخل أصابعي فيها، ضرب ثنتين يوم بدر، وواحدة يوم اليرموك، وقد شهد الزبير بن العوام غزوة أحد، وكان من الذين انتدبهم النبي صلى الله عليه وسلم، ليتتبعوا جيش قريش بعد انتهاء المعركة، ولما رجع المسلمون إلى المدينة المنورة، ومعهم الأسرى أمره النبي صلى الله عليه وسلم، أن يضرب عنق أبي عزة الجمحي، فقال ابن هشام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسره ببدر.
ثم مَنَّ عليه أي بالفداء، فقال يا رسول الله، أقلني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول خدعت محمد مرتين، “اضرب عنقه يا زبير، فضرب عنقه” وكان من أخبار الزبير يوم أحد، مراقبته للصحابي أبي دجانة، حيث أخرج النبي صلى الله عليه وسلم، سيفا فقال “من يأخذه بحقه” فقام إليه الزبير فلم يعطه أياه، وأعطاه أبا دجانة، فيقول الزبير وجدت في نفسي حين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، السيف فمنعنيه، وأعطاه أبا دجانة، وقلت أنا ابن صفية بنت عبد المطلب عمته ومن قريش، وقد قمت إليه وسألته إياه قبله فأعطاه أبا دجانة وتركني، والله لأنظرن ما يصنع، فاتبعته فأخرج عصابة له حمراء فعصب بها رأسه، فقالت الأنصار، أخرج أبو دجانة عصابة الموت.
وهكذا كانت تقول له إذا تعصب فخرج وهو يقول، أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل، أن لا أقوم الدهر في الكي، ولأضرب بسيف الله والرسول، فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله، وقد شهد الزبير بن العوام غزوة الخندق، وقتل فيها نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، ويقول ابن إسحاق، فضربه فشقه باثنتين حتى فلَّ في سيفه فلا، وانصرف وهو يقول، إني امرؤ أحمي وأحتمي، عن النبي المصطفى الأمي، ولما سرت الشائعات بين المسلمين، بأن قريظة قد نقضت عهدها معهم، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، يخشى أن تنقض بنو قريظة العهد الذي بينهم وبينه، ولذلك انتدب الزبير بن العوام ليأتيه من أخبارهم، وقد شهد الزبير غزوة خيبر، وقتل فيها ياسر بن أبي زينب اليهودي أخا مرحب.
فذكر ابن إسحاق، أن أخا مرحب وهو ياسر، خرج بعده وهو يقول هل من مبارز؟ فزعم هشام بن عروة أن الزبير خرج له، فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب، يقتل ابني يا رسول الله، فقال ” بل ابنك يقتله إن شاء الله” فالتقيا فقتله الزبير، فكان الزبير إذا قيل له والله إن كان سيفك يومئذ صارما، يقول والله ما كان بصارم، ولكني أكرهته، ولقد كان الزبير بن العوام ممن أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم، مع علي بن أبي طالب ليمسكوا بالمرأة التي كانت تحمل رسالة حاطب بن أبي بلتعة، فذهب علي بن أبى طالب، والزبير والمقداد رضى الله عنهم، فأمسكوا بالمرأة في روضة خاخ، وهى على بعد اثني عشر ميلا من المدينة، وهددوها أن يفتشوها إن لم تخرج الكتاب فسلمته لهم.
زر الذهاب إلى الأعلى