الدكروري يكتب عن تأخر إسلام الصحابي حُويطب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة عن الصحابي الجليل حُويطب بن عبد العُزّى الكثير والكثير، وروي أنه لما ولي عليها مروان بن الحكم جاءه حويطب، وحكيم بن حزام،
![](data:image/png;base64,iVBORw0KGgoAAAANSUhEUgAAAYYAAADcAQMAAABOLJSDAAAAA1BMVEUAAACnej3aAAAAAXRSTlMAQObYZgAAACJJREFUaIHtwTEBAAAAwqD1T20ND6AAAAAAAAAAAAAA4N8AKvgAAUFIrrEAAAAASUVORK5CYII=)
ومخرمة بن نوفل، فسلموا عليه وجعلوا يتحدثون عنده ثم تفرقوا، ثم اجتمع حويطب بمروان يوما آخر فسأله مروان عن عمره فأخبره، فقال له تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث، فقال حويطب الله المستعان، والله لقد هممت بالإسلام غير مرة كل ذلك يعوقني أبوك يقول تضع شرفك وتدع دين آبائك لدين محدث؟ وتصير تابعا؟ قال، فأسكت مروان وندم على ما كان قال له، ثم قال حويطب أما كان أخبرك عثمان بن عفان رضى الله عنه، ما كان لقي من أبيك حين أسلم؟ قال، فازداد مروان غما، وقال الشافعي.
وكان حويطب جيد الإسلام، وكان أكثر قريش ريعا جاهليا، وقال الواقدي عنه، لقد عاش حويطب في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، وكان خويطب رضى الله عنه، هو أحد الذين أمرهم عمر بن الخطاب بتجديد أنصاب حدود حرم الله، وهو راوى حديث العمالة الوارد فى البخاري، وعن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته فقال له عمر، ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقال السعدى، بلى، فقال عمر، ما تريد إلى ذلك؟ فقال إن لي أفراسا وأعبدا وأنا بخير وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين، فقال عمر لا تفعل فإني كنت أردت الذي أردت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء.
فأقول أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالا فقلت، أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذ وإلا فلا تتبعه نفسك ” وكان حويطب أيضا مجاهدا فى فتوحات الشام، وكان أيضا هو أحد من دفن عثمان بن عفان ليلا، حيث خاف الجميع من الخروج بجثة عثمان رضى الله عنه لدفنه، وقد مات حويطب سنة أربع وخمسين بعد الهجرة النبوية الشريفة وقيل سنة اثنتين وخمسين بعد الهجرة، وفي هذه السنة توفي الصحابى الجليل أبو قتادة الأنصاري وعمره سبعون سنة، وقيل مات سنة أربعين من الهجرة، وصلى عليه علي بن أبى طالب رضى الله عنه وكبر عليه سبعا، وقد شهد مع الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه حروبه كلها.
زر الذهاب إلى الأعلى