الدكروري يكتب عن القبلة ووحدة الأمة بقلم / محمـــد الدكـــروري
ونحن نعيش في الأيام المباركات الأيام الطيبة احذروا من هجر القرآن الكريم، فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم ” يأتي يوم القيامة يحاج قومه” وإن هجر القرآن يكون هجر تلاوة، وهجر تدبر وتفكر، وهجر سماع، وهجر عمل، فاستعيذوا بالله من أنواع الهجر كلها، ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ” الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران” وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” خيركم من تعلم القرآن وعلمه” وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” يقال لصاحب القرآن، اقرأ وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها” وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم.
“مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها حلو، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، والمنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر” وإن قبلتنا تذكرنا دائما بوحدتنا حيث جمع الله به شتات المؤمنين، ووحدهم بعد تفرقهم، وهكذا فإن قبلتنا تذكرنا دائما بوحدتنا حيث جمع الله به شتات المؤمنين، ووحدهم بعد تفرقهم، امتثالا لقوله تعالى كما جاء في سورة آل عمران ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون”
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره إن هذه الآية نزلت في شأن الأوس والخزرج، وذلك أن رجلا من اليهود مر بملأ من الأوس والخزرج، فساءه ما هُم عليه من الاتفاق والألفة، فبعث رجلا معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم بُعاث وتلك الحروب، ففعل، فلم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفوس القوم وغضب بعضهم على بعض، وتثاوروا، ونادوا بشعارهم وطلبوا أسلحتهم، وتواعدوا إلى الحرة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاهم فجعل يُسكنهم ويقول صلى الله عليه وسلم ” أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ وتلا عليهم هذه الآية، فندموا على ما كان منهم، واصطلحوا وتعانقوا، وألقوا السلاح، رضي الله عنهم اجمعين، ولقد جمع الله شتات المؤمنين من كل اتجاه، في أنحاء الأرض جميعا.
قبلة واحدة تجمع هذه الأمة وتوحد بينها على اختلاف مواطنها، واختلاف مواقعها من هذه القبلة، واختلاف أجناسها وألسنتها وألوانها، قبلة واحدة، تتجه إليها الأمة الواحدة في مشارق الأرض ومغاربها، فتشعر أنها جسم واحد، وكيان واحد، تتجه إلى هدف واحد، وتسعى لتحقيق منهج واحد، منهج ينبثق من كونها جميعا تعبد إلها واحدا، وتؤمن برسول واحد، وتتجه إلى قبلة واحدة، فالمسلمون يتعلمون من وحدة القبلة، وحدة الأمة في الهدف والغاية، وأن الوحدة والاتحاد ضرورة في كل شؤون حياتهم الدينية والدنيوية، فقال تعالى في سورة الأنبياء ” إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”