مقالات

الدكروري يكتب عن العباس ينادي أصحاب السمُرة

الدكروري يكتب عن العباس ينادي أصحاب السمُرة

الدكروري يكتب عن العباس ينادي أصحاب السمُرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية عن غزوة حنين الكثير والكثير من أحداثها ومجرياتها، وقد روى لنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه هذا الموقف العصيب، وصوره لنا أدق تصوير،
فقال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم نفارقه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء، فلما التقى المسلمون والكفار، ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أي عباس، نادي أصحاب السمُرة ” أي أصحاب بيعة العقبة، فقال عباس بن عبد المطلب أين أصحاب السمرة ؟ 
قال فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي، عطفة البقر على أولادها، أي أجابوا مسرعين فقالوا يا لبيك، يا لبيك، قال فاقتتلوا والكفار، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال ” حمي الوطيس ” قال ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات، فرمى بهن وجوه الكفار، ثم قال ” انهزموا ورب محمد ” قال فذهبت أنظر، فوالله ما هو إلا أن رماهم بحصياته، فما زلت أرى حدهم كليلا، وأمرهم مدبرا ” يعني قوتهم ضعيفة، وأمرهم في تراجع وهزيمة ” رواه مسلم، وقد فر مالك بن عوف ومن معه من رجالات قومه، والتجئوا إلى الطائف، وتحصنوا بها، وقد تركوا وراءهم مغانم كثيرة، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أثرهم فريقا من الصحابة حاصروهم. 
وقاتلوهم حتى حسموا الأمر معهم، لقد كان موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وثباته في هذه المعركة مع قلة من الصحابة دليلا ناصعا، وبرهانا ساطعا على عمق إيمانه بالله عز وجل، وثقته بنصره وتأييده، وتحققه بأن نتيجة المعركة سوف تكون إلى جانب الحق، وإنك لتبصر صورة نادرة، وجرأة غير معهودة في مثل هذه المواقف، فقد تفرقت عنه صلى الله عليه وسلم الجموع، وولوا الأدبار، لا يلوي واحد منهم على أحد، ولم يبقي إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسط ساحات الوغى، حيث تحف به كمائن العدو من كل جانب، فثبت ثباتا عجيبا، امتد أثره إلى نفوس أولئك الفارّين، فعادت إليهم من ذلك المشهد رباطة الجأش، وقوة العزيمة، وكان الهدف الأساسي لغزوة حنين هو رد عدوان قبيلتي هوازن وثقيف. 
اللتين تآمرتا على المسلمين، ومنع وصول جيش المشركين إلى المسلمين في مكة، فخرج إليهم الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، قبل أن يأتوا إلى مكة، وذلك لكسر شوكتهم ومنعهم من تدبير مخططهم في القضاء على الإسلام، وخصوصا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد طهّر مكة من الأصنام، فخشيت هذه القبائل على نفسها، لكن النبي صلي الله عليه وسلم، عقد العزم على أن يغلبهم، وكان هدفه في هذا زيادة ثقة المسلمين بأنفسهم، وهذا ما حصل فعلا، واستشهد في هذه الغزوة أربعة من المسلمين هم أيمن بن عبيد، ويزيد بن زمعة بن الأسود، وسراقة بن الحارث بن عدي، وأبو عامر الأشعري، وقتل فيها من عدوهم سبعين فردا، وغنم المسلمون من هذه الغزوة غنائم كثيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock