الدكروري يكتب عن الصوم مدرسة إجبارية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن فضائل شهر رمضان، وكما ذكرت أيضا الخسارة الكبيرة للذي لم
يتحصل علي الثواب في شهر رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة “رواه الترمذى، وإن من مزايا الصيام أيضا هو وقاية الصائم من الاضطراب النفسي، فالصوم يبلغ النفس الطمأنينة والأمان، ويبعد عن القلق والوسواس، عندما يشعر الصائم بقربه من الله عز وجل، فهي تقوية، وقد أثبتت الدراسات أن النشاط العقلى يزداد بجوع الفرد.
وتتحقق أعلى نسبة للصفاء الذهنى فى وقت الصوم، فكثرة الطعام تسبب خمولا وكسلا واسترخاء، وكما تحسين القدرة على الإدراك والفهم فتزداد قدرة الإنسان على التفكير والإدراك والفهم خلال الصوم، وكان السلف الصالح يتحيز هذه الأوقات لزيادة كتاباتهم، ومضاعفة إنتاجهم، وأيضا من المزايا هو تقوية الجوانب الاجتماعية وتحقيق التكافل والود والتعاطف، فإن المجتمع الإسلامى يقوم على أساس التكافل، والتراحم، والتعاطف، ويتنافس المسلمون في رمضان على الجود والكرم وإطعام الطعام، فالصيام ينبه المسلمين للإحساس بالفقراء والجائعين، ويحفزهم لتقديم الخير، وتقوية العلاقات الاجتماعية فالصيام يعمل على توطيد وتوثيق العلاقات، وتقوية صلة الرحم، فالصدقة تزيل الغضب والحقد عند الفقراء.
مما يزيد في توثيق وتوحد الأواصر بين أفراد المجتمع، وإن صيام رمضان هو مظهر للمساواة، فصوم رمضان يحقق المساواة بين أفراد المجتمع سواء كانوا أغنياء أم فقراء، فهم مجبرون للانصياع لأحكام الصيام وأركانه سواء، هذه المساواة تفرح الفقير، وتزيد الرحمة عند الغنى، وأيضا يعمل الصيام على توازن الجانب الاقتصادى، وتقليل النفقات، فيدعو الإسلام للاعتدال في النفقات وعدم الإسراف في كافة الأمور، وكما حث الإسلام على عدم التبذير والتوسط في تناول وجبات الطعام، وكما أن الصيام يعمل على زيادة الإنتاج، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن الصيام يزيد قدرة الصائم على التركيز وبالتالى يزيد الإنتاج، لأن النشاط الذهنى والبدنى يرتفعان في حالة الجوع.
وهذا ينعكس على زيادة الإنتاج بصورة واضحة، وكذلك تطبيق الجانب التربوي وتربية الإرادة، حيث أن الصوم يقوى إرادة الفرد والقدرة على التحكم بها، ويقوى السيطرة على النفس، فالصوم مدرسة إجبارية ينتسب إليها المسلمون شهرا كاملا لتربية جوانب مختلفة في حياتهم، وأيضا وجود القدوة، حيث يقلد الأطفال الكبار فى شهر رمضان، وتظهر القدوة الحسنة بالنسبة للأطفال، فهم يقلدون الكبار فى أداء الشعائر، كالسحور، وصلاة التراويح، ومحاولة الصوم، وأيضا التربية الفردية والاجتماعية، حيث إن الصيام خير مدرسة للمسلم على تربيته للتكيف الاجتماعى، لما يقتضيه من أداء الواجبات الحسنة، والتخلى عن العادات السيئة، للحفاظ على صحة صيامه.
زر الذهاب إلى الأعلى