الدكروري يكتب عن الحسين سيد الشهداء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة، وقد رُويت أحاديث عديدة تدل على فضله وتعلق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم به وبأخيه
الحسن، منها، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هما ريحانتاي من الدنيا” يعني الحسن والحسين رضي الله عنهما، وعن أبي سعيد الخدري قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني” يعني الحسن والحسين رضي الله عنهما، وعن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “يصلي المريض قائما إن استطاع.
فإن لم يستطع صلى قاعدا، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ وجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن لم يستطع أن يصلي قاعدا صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإن لم يستطع أن يصلي على جنبه الأيمن صلى مستلقيا رجله مما يلي القبلة” وعن أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين، قال حدثني أبي الحسين بن علي، قال حدثني أبي علي بن أبي طالب ، قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته، وحرمت غيبته” وقد وُلد الحسين بن علي في المدينة المنورة، وأراد أبوه أن يسميه حربا، فسماه جده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، الحسين، وأذن له في أذنه.
ودعا له، وذبح عنه يوم سابعه شاة، وتصدق بوزن شعره فضة، وكان يقول عنه جده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم “حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط” ونشأ الحسين في بيت النبوة بالمدينة ست سنوات وأشهرا، حيث كان فيها موضع الحب والحنان من جده النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فكان كثيرا ما يداعبه ويضمه ويقبله، وكان يشبه جده النبي صلى الله عليه وسلم خلقا وخُلقا، فهو مثال للتدين في التقى والورع، وكان كثير الصوم والصلاة يطلق يده بالكرم والصدقة، ويجالس المساكين، وقد حج خمس وعشرين حجة ماشيا، وبعد وفاة معاوية بن أبى سفيان سنة ستين، ولي الخلافة يزيد بن معاوية فلم يكن له هم حين ولي إلا بيعة النفر الذين أبوا على معاوية البيعة له.
فكتب إلى عامله على المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان يأمره بأخذ البيعة من هؤلاء النفر الذين أبوا على معاوية استخلاف ولده، وعلى رأسهم الحسين بن علي رضى الله عنه، وقد خرج الحسين بن على تحت جنح الظلام متجها إلى مكة، واستصحب معه بنيه وإخوته ومعظم أهل بيته، وفي الطريق لقي ابن عمر وابن عباس الحسين وابن الزبير في طريقهما إلى مكة، وكان ابن عمر وابن عباس قادمين منها إلى المدينة فسألاهما عما وراءهما، فقالا قد مات معاوية، والبيعة ليزيد، فقال لهما ابن عمر “اتقيا الله، ولا تفرقا جماعة المسلمين” وعندما قدما المدينة وجاءت البيعة ليزيد من البلدان بايع ابن عمر وابن عباس.
زر الذهاب إلى الأعلى