مقالات

الدكروري يكتب عن الإسلام والدعوة إلى إصلاح الأرض

الدكروري يكتب عن الإسلام والدعوة إلى إصلاح الأرض

الدكروري يكتب عن الإسلام والدعوة إلى إصلاح الأرض
بقلم / محمـــد الدكــروري
لقد سخر الله تعالي للإنسان كل شيء، السماء وأجرامها، والأرض وخيراتها، كل مسخر للإنسان، فيقول تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات
وهو بكل شئ عليم ” وقال تعالى أيضا كما جاء فى سورة الجاثية ” وسخر لكم ما فى السماوات وما فى الأرض جميعا منه إن فى ذلك لأيات لقوم يتفكرون” ثم أفاض الله على عباده، وفصل فى كتابه العزيز أوجه التسخير، سخر الشمس والقمر، وسخر الفلك تجرى في البحر لمنفعة الإنسان، وسخر الأنهار، وسخر الليل والنهار، وإن الله تعالى استخلف الإنسان فى الأرض ليستمتع بكل ما فيها وفق شرع الله، ومن ثم يجب على الإنسان أن يحفظ أمانة الاستخلاف، فيراعي التوسط والاعتدال. 
ولا يفسد في الأرض، وينهى عن الفساد، ويحرص الإسلام على مبدأ هام، ألا وهو عمارة الأرض، والسعى فيها بجد ونشاط، ويأمر بالتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان، ويحرص الإسلام أشد الحرص على المحافظة على ثروات الأرض المختلفة زراعية، وصناعية، ومائية، وإن الإنسان أعلى قيمة يحرص عليها الإسلام، ويحرص على الموارد البشرية، والإسلام يدعو إلى إصلاح الأرض وعدم الفساد، والإسلام ينهى عن الفساد في الأرض، ويتضح ذلك فى آيات كثيرة، والفساد نوعان، فساد معنوى يتعلق بالظلم والبغي والمنكر، وفساد مادى في الأرض ذاتها في مائها، وهوائها، وتربتها، والشق الأخير هو الذى يعبر عنه اليوم بتلوث البيئة، ويقول تعالى كما جاء فى سورة الأعراف. 
” ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين” وقال تعالى كما جاء فى سورة الأعراف ” ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين” وقد خلق الله كل شيء فى الأرض صالحا فى ذاته، صالحا لغيره من الخلائق، وللأسف فإن الإنسان تدخل بنفسه فى إفساد الأرض، يفسد مناخ الأرض، يقدم على تحويل مساحات واسعة من الغابات إلى أراضى زراعية أو رعوية، ويجرف الأرض الزراعية، ويستنزف موارد المياه الجوفية، ويسبب تصحر الأرض، ويسىء خزن الماء خلف السدور، ويبالغ فى استهلاك الوقود الحفرى، هكذا جاء الإنسان اليوم فأفسد بما كسبت يداه الأرض الصالحة، وظهرت الآية واضحة جلية كما جاء فى سورة الروم.
” ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون” وإن نعم الله لا تعد ولا تحصى فيقول تعالى كما جاء فى سورة النحل ” وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم” ألم يجعل الله ألأرض مهادا وفراشا وقرارا وكفاتا؟ ألم ينزل للناس من السماء ماء طهورا مباركا بقدر معلوم؟ من أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته؟ من يحيى الأرض بعد موتها؟ فلينظر الإنسان إلى طعامه وكيف تشق الأرض شقا، ويصب الماء فيها صبا، فتخرج منها ثمرات كل شيء نعمة من الخالق الرازق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock