مقالات

الدكروري يكتب عن وفاة الصحابي ابن الحضرمي

الدكروري يكتب عن وفاة الصحابي ابن الحضرمي

الدكروري يكتب عن وفاة الصحابي ابن الحضرمي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
روي أن الصحابي الجليل أبو هريرة رضى الله عنه كان يقول عن الصحابي أبو العلاء بن الحضرمي فكنت فيمن مرضه، وغسله، وكفنه، وصلى عليه، ودفنه، فلما دفناه تلاومنا في دفنه، وقالوا ينبشه كلب أو سبع، فكشفنا عنه التراب فلم نجده في قبره، فكان هذا الصحابي الجليل له منزلة كبيرة عند النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على العكس من أخيه
FB IMG 1676972435037
عمرو بن الخضرمي الذي هو أول قتيل من المشركين، وبسببه كانت معركة بدر، ولقد أسلم العلاء رضي الله عنه قديما وكان من أسرة مرموقة في الجاهلية حيث أبوه كان حليفا لحرب بن أمية والد أبي سفيان، وما أن سمع العلاء بدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حتى ألهمه الله الهدى والرشاد فآمن وكان من الصحابة الأوائل.
مما جعل النبي صلى الله عليه وسلم بعد منصرفه من الجعرانة أن بعثه رسولا من قبله إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين وبعث معه كتابا يدعوه إلى الإسلام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يبعث أحدا برسالة وخاصة إلى الملوك إلا إذا كان حكيما حصيفا حكيما لبيبا، ومما يدل على كرامة هذا الصحابي الجليل، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم خلى بينه وبين الصدقة يجتبيها وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتابا، فيه فرائض الصدقة في الإبل والبقر والغنم والثمار والأموال يصدقهم على ذلك، وأمره صلى الله عليه وسلم، أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم فيردها على فقرائهم وبعث النبي صلى الله عليه وسلم، معه نفرا منهم أبو هريرة، وهكذا كان الصحابي الجليل العلاء بن الحضرمين. 
من الصادقين في خدمة الإسلام والمسلمين، ومن كتبة الوحي، فقد تعلم القراءة والكتابة، وأسلم قبل فتح مكة، وكان له شرف الصحبة والجهاد تحت لواء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مكة، ويوم حنين وحصار الطائف في السنة الثامنة الهجرية، وبعثه الرسول صلى الله عليه وسلم سفيرا وداعيا من دعاته إلي أهل عمان ليعلمهم شرائع الإسلام وصدقات أموالهم، وكما بعثه إلى المنذر بن ساوي العبدي بالبحرين، ونجح العلاء في سفارته ودعوته أعظم نجاح، واستطاع أن يستنقذ البحرين من السيطرة الفارسية بلا قتال بإسلام عامل الفرس عليها المنذر بن ساوي، وأسلم جميع العرب بالبحرين، ثم أصبح أمير وعامل الرسول صلى الله عليه وسلم على الصدقات على البحرين. 
موضع ثقة وكان العلاء موضع ثقة الرسول عليه الصلاة والسلام وأثبتت أعماله أنها كانت في موضعها، فقد أحسن في ولايته غاية الإحسان كما أحسن في تولي الصدقات، وكان أحد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي القرآني ورسائله النبوية، وهناك نصوص في بعض الكتب النبوية كتبها العلاء، وكان من عمال الخليفة أبي بكر الصديق حتى توفى أبوبكر، فأقره عمر بن الخطاب وأثبت نجاحا وكفاية في إدارة ولايته، وبرزت شخصيته القيادية وحبه للجهاد في سبيل الله والفتح عندما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، وارتد أهل البحرين كما ارتد غيرهم في سائر شبه الجزيرة العربية، إذ عاد الى الخليفة ابي بكر الصديق رضي الله عنه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock