مقالات

الدكروري يكتب عن أفضل طوائف العرب في القادسية

الدكروري يكتب عن أفضل طوائف العرب في القادسية

الدكروري يكتب عن أفضل طوائف العرب في القادسية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية عن معركة القادسية أنه قبل بداية المعركه، بعد أن قام الصحابى والقائد سعد بن أبي وقاص من خطبته للجيش، قام على جمع المسلمين
inbound3189329691437916570
فيقول “وقد جاءكم منهم هذا الجمع، وأنتم وجوه العرب، وأعيانهم، وخيار كل قبيلة، وعِز مَن وراءكم” فشكر هذه الطائفة ولم يبالغ في الثناء، فهذه الطائفة أفضل طوائف العرب، وأفضل المقاتلين في العرب جمعوا في القادسية، فيعطيهم هذا القدر وتلك القيمة، فيشعر الناس بعزتهم وبقوتهم مما يدفعهم للقاء عدوهم غير مجبونين، ولا خائفين من الفرس، ثم يضع يده على مفتاح النصر ” فإن تزهدوا في الدنيا وترغبوا في الآخرة جمع الله لكم الدنيا والآخرة، ولا يقرب ذلك أحدا إلى أجله، وإن تهنوا تفشلوا وتضعفوا وتذهب ريحكم، وتوبقوا آخرتكم” 
وهذه الكلمات ذكرها الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضى الله عنه، لقائدة الصحابي خالد بن الوليد في أول فتوحات فارس في وصية قصيرة، كانت عبارة عن هذه الجملة ” إن تزهدوا في الدنيا وترغبوا في الآخرة جمع الله لكم الدنيا والآخرة، وإن تؤثروا أمر الدنيا على الآخرة تسلبوهما” وقد فهم القائد سعد بن أبي وقاص هذا المعنى وأراد توصيله إلى الجيش، فحمّست هذه الخطبة الناس، وتحفزوا للقاء الفرس، ثم قام عاصم بن عمرو في المجردة، فقال هذه بلاد قد أحل الله لكم أهلها، وأنتم تنالون منها منذ ثلاث سنين ما لا ينالون منكم، وأنتم الأعلون والله معكم إن صبرتم، وصدقتموهم الضرب والطعن فلكم أموالهم ونساؤهم وأبناؤهم وبلادهم، ولئن خرتم وفشلتم، والله لكم من ذلك جار وحافظ ، لم يُبقي هذا الجمع منكم باقية.
الله الله، اذكروا الأيام وما منحكم الله فيها، اجعلوا همّكم الآخرة، يا معاشر العرب إنكم تخاطرون بالجنة وهم يخاطرون بالدنيا، فلا يكونن على دنياهم أحوط منكم على آخرتكم، لا تحدثوا أمرا تكونون به شينا على العرب، ثم أرسل القائد سعد بن أبي وقاص إلى كل من له كلمة، وكل من له خطابة في المسلمين حتى يخطب في الجيش ويحفز الناس، فقام قيس بن هبيرة فقال “أيها الناس، احمدوا الله على ما هداكم يزدكم، واذكروا آلاء الله فإن الجنة أو الغنيمة أمامكم” ثم يعرض للمسلمين بشيء محبّب إلى النفوس، فيقول لهم “وإنه ليس وراء هذا القصر، ويقصد قصر قديس إلا العراء، والأرض القَفر، والظراب الخشن، أي التلال الصغيرة، والفلوات التي لا يقطعها الأدلة، يريد أنكم تاركون هذه الصحراء إلى جنات فارس الخضراء” 
ثم يقوم غالب بن عبد الله فيقول “أيها الناس، احمدوا الله على ما أبلاكم، وسلوه يزدكم، وادعوه يجبكم، يا معاشر العرب ما علتكم اليوم وأنتم في حصونكم، أي على خيولكم، ومعكم من لا يعصيكم، أي السيوف ؟ واذكروا حديث الناس في الغد، فغدا يبدأ بكم ويُثنى بمن بعدكم” ثم يقوم ابن الهذيل في القادسية، فيقول “يا معاشر العرب، اجعلوا حصونكم السيوف، وكونوا عليها كالأسود، وتربّدوا تربّد النمور، وثقوا بالله، وإن كلت السيوف فأرسلوا عليهم الجنادل ،أي الحجارة، فإنها يؤذن لها فيما لا يُؤذن للحديد فيه” ثم قام ربعي بن عامر فقال “أيها المسلمون، إن الله قد هداكم للإسلام، وجمعكم به، وأراكم الزيادة فاشكروه يزدكم، واعلموا أن في الصبر الراحة فعوّدوا أنفسكم على الصبر تعتادوه، ولا تعودوها على الجزع فتعتادوه” 
فحمي المسلمون، وقَويت شوكتهم، وتحفزوا للقتال، وهذه بدايات الجيش الإسلامي التي جعلته يدخل المعركة بروح عالية، بينما كان الجيش الفارسي لا يريد دخول المعركة، وقد ملأ الشعور الهزيمة قلب رستم، وقد رأى رؤييين أن النبي صلي الله عليه وسلم يأخذ سلاحه، ويختم عليه، ويعطيه لعمر بن الخطاب رضى الله عنه، ثم يعطيه لسعد بن أبى وقاص، فدخل المعركة بهذا الشعور الانهزامي، على النقيض من الجيش الإسلامي الذي كان يتمتع بالروح العالية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock