فن

حوار مع الفنانة البصرية / شرين محمود

حوار مع الفنانة البصرية / شرين محمود

حوار مع الفنانة البصرية / شرين محمود
اجري الحوار / محموددرويش
الفنانة البصرية شرين محمود ومدرستها الفنية الفريدة
inbound4546340150402819057
تتراقص الايقاعات اللونية على سطح اللوحة ممزوجة بالالوان وبخطوط متناسقة،وتتجسد فى لوحاتها صور الجمال المرئية المدركة والمحسوسة ،وتتحول الالوان تارة الى رموز ومفردات تشكيلية وايقاعات رومانسية ،وتارة تعكس حالة نفسية ومعالجة للالوان فى أستخدام درجات لونية وزهاء الالوان. 
تجسد فى لوحاتها المراة وتعكس صورة للجمال تارة بحرارة الالوان وتارة ببرودة الالوان ،ايقاعات لونية وحالات شعورية،
رسمت بالأسود والأبيض وهو تميز بنجاح أفلحت فيه برقي الفنانة التي تسير بثبات في تجربتها بخبرة قوية نحو الأمام والنجاح الكبير لأن الرسم بالأسود والأبيض يحتاج لتضاد بتقنية تختلف فيه عن تلك الأعمال الملونة حيث للون أهميته.
كل لوحة تشعر فيه وجود الفنانة ” شرين محمود ” وهي تحكي أسطورة بخطوطها وألوانها والتي قد تُعجز الأقلام عن سردها وتناولها في يسر على سطحها ما يحمل كل الدلالة والمعنى والقيمة الأدبية والفنية حيث أن اللوحة تُلخص من خلال شكل ما يمكن أن يجهد عديد الأقلام .
اللوحة فلسفة وليست جمالاً فحسب والفنانة “شرين محمود” غمرت تجربتها بفلسفة محتواها أو مضمونها الإبداعي الوطن الإنسان والبحث عن الآمان.
 الفنانة البصرية شرين محمود تعيش وتعمل بمدينة بريزبن في أستراليا ،حاصلة علي بكالوريوس الفنون الجميلة قسم النحت من جامعة حلوان بالقاهرة,مصرعام 2000، حاصلة علي شهادة علم السعادة من جامعة بيركلي كاليفورنيا بأمريكا عام2015.
أقامت الفنانة شرين العديد من المعارض الفردية و شاركت في العديد من المعارض الجماعية والمهرجانات الفنية علي مستوي العالم، دائما ما نري في معارضها حالة مسرحية فريدة ويتميز كل معرض من معارضها بان له حالته الخاصة ورسالتة الإنسانية. وقد عرفت الفنانة شرين بألوانها الصاخبة وبورترهاتها الذاتية المعبرة.
مالذي يلهمك و يحفز ريشتك أكثر على الرسم مشهد جارح أو منظر مستفز أوموقف ما حصل أمامك؟
يلهمني الكون بكل جوانبه ،ويلهمني الألم بشكل خاص ،أرى أن الألم والجمال وجهان لعملة واحدة فلا شك في أن احتياجنا للفن والإبداع ينبع من الألم والمعاناة بالدرجة الأولي، والسعادة في الرحلة تكمن في استكشافنا لحقيقتنا و في التعبير الصادق عما بداخلنا وعن مشاعرنا ورؤيتنا ليصل ويلمس الآخرون فيجعلنا نتواصل بطرق أعمق ويشعرنا بأن الكون أجمل وأقل غربة ووحشة مما نتخيل، واعتقد ان خلق هذا النوع من التواصل هو دور من أهم أدوار الفنون المختلفة. 
لكل فنان رسالة يؤمن بها وقضية يناول من أجلها بالمناسبة ما رسالتك وما قضيتك التي تؤمنين بها؟ 
ممارسة الفن بالنسبة لي أسلوب حياة و ضرورة يومية ،طريقي لأنمو و أتحرر و أتخطي.وتجربتي الابداعية هي رحلة استكشاف لحقيقتي ولتجربتي الانسانية، ،وتنصهر التجربتين في بعضهم البعض فانا اتحد تماما مع اعمالي الفنية وأنقل بجرأه عالمي الخاص ورؤيتي المختلفة وأعتبر نفسي أنا التجربة وأنا العمل الفني قيد التنفيذ دائما وابدا. يلهمني الألم والمعاناة فأغوص بعمق من خلال تجربتي الفنيه في التجربة الإنسانية مستكشفة للتناقض ما بين هشاشة وصمود الجنس البشري كروح وعقل وجسد، وهشاشة الواقع الذي نعيشة ووجودنا في هذه الحياة، والقيود والسجون الفكرية للجنس البشري و مفاهيمه المشوشة والمشوهة و العلاقات التي نكونها مع أنفسنا والعالم من حولنا في وسط كل هذه الفوضي والتشوش.
آمل أن أكون مصدر إلهام لنفسي ولكل البشر، أن ننتزع أقنعتنا الزائفة، ونبحث عن حقيقتنا ونعلن عنها ونعيشها كما نراها وليس كما يفرضها المجتمع علينا، حتي نتواصل بشكل حقيقي مع أنفسنا ومع الآخرين ، أن نحب و نقبل أنفسنا الشديدة التعقيد بأعمق مستواياتها المنير منها والمظلم ، وبالتالي يكون عندنا مساحة لكي نحب ونقبل الآخر مهما كان مختلفا عنا، وفي النهاية نتوقف عن إصدارالأحكام على بعضنا البعض، ونأخذ الدنيا لمكان أقل وحشة وعزلة وأكثر حب ورحمة وتواصل حقيقي.
تتعدد اتجاهات و مدارس الفن التشكيلي من التجريدية إلى الواقعية والتكعيبية والسريالية وغيرهم فاين تبني أعمالك الفنية وأين تستريحين؟
 لي مدرستي الخاصة ولا اري نفسي منتمية لأي من المدارس الفنية السابقة فمواضيعي وتقنياتي ورؤيتي الفنية وما اقدمة من فن هو حالة خاصة جدا بي وبحياتي ورؤيتي للتجربة الانسانية وتفاعلي معها واستكشافها واستكشاف لهويتي و حقيقتي في التجربة الانسانية كروح وعقل وجسد.
 أنا فنانة تجريبية، دائمة التجدد والتطور في أدواتي، قمت بالعديد من التجارب الفنية المتنوعة فأنا أعشق التعبيرعن رؤيتي بإستخدام وسائط عديدة أمزج بينهم وأدمجهم في كيان واحد بطرق غير تقليدية،وتشمل هذه الوسائط حتي الآن :النحت، التصوير، الرسم، التصوير الفوتغرافي، فن الجسد، فن الفيديو، فن الأداء، الفن الرقمي، الفن القابل للإرتداء، والفن التركيبي، وكذلك الرقص المعاصر وفنون الأداء الحركي.
 والحياة بالنسبة لي هي حالة الأبداع والتحرر التي أعيشها مع العمل الفني بغض النظر عن الموضوع الذي يتناوله أو الوسيط المستخدم، و روحي التي أتنفسها في كل عمل من أعمالي الفنية وحقيقتي التي أحياها من خلال فني، و جرأتي في التعبير عن رؤيتي ورفضي أن أضع نفسي في قالب اي كان مسماه ،وتجاربي اللتي لا حدود لها في استخدام ودمج الوسائط المختلفة وتحرري في استخدام الألوان والخطوط ,والحركة لأنقل فكرة أو حالة ما.
 حدثينا عن بعض تجاربك و معارضك الفنية 
من أحد معارضي الفردية معرض بعنوان ”حالة ألم” الذي أقيم بمدينة بريزبن في أستراليا ،وعرضت من خلاله تجربة فريدة تضمنت مجموعة كبيرة من بورتريهات ذاتية أناقش من خلالها الألم المزمن سواء كان جسديًا أو نفسيًا، وكان هدف المعرض فتح الحوار عن الألم ومدي تأثيره علي رؤيتنا لأنفسنا وعلي تفاعلنا مع العالم من حولنا. و بدأت التجربة برغبة ملحة في أن أنقل شعوري الداخلي علي صورتي الخارجية وأن يراني العالم من الداخل كما أشعر بنفسي وليس كما يبدو لهم .وفي هذه التجربة ابتكرت أسلوبًا جديدًا لتناول فن البورتريه يدمج عدة وسائط في عمل فني وكيان واحد طامسًا للحدود بين التصوير وفن الجسد والتصوير الفتوغرافي والفن الرقمى وفن الأداء. حيث أبدأ بوسيط ثم أنتقل إلي التالي حتي يكتمل العمل، وعادة ما أخلق مساحات لونية علي لوحات من القماش وأرسم بالالون علي جسدي، وتأتي مرحلة فن الأداء، ثم أكون المشهد وألتقط الصورة، وبعد ذلك تأتي مرحلة الفن الرقمي. و في خلال فترة العرض حولت نفسي إلي عمل فني نحتي وكنت إحدي البورتريهات ضمن مجموعة اللوحات المعروضة و قدمت قطعة فنية من الأداء الحركي.
وتجربة أخري من تجاربي الفردية معرض مفاهيمي تركيبي وأدائي بعنوان (دولاب الفن للارتداء) الذي أحدث ضجة كبيرة حيث عرض في شوارع مدينة بريزبن في أستراليا في مساحة خاصه ضمن فعاليات مهرجان عالمي تشارك به مائة وستون مدينة من ست قارات علي مستوي العالم، وكان معرضي عمل تركيبي لغرفة ملابس أو دولاب ضخم،كل الملابس فيه عبارة عن قطع فنية وأعمال نحتية قابلة للارتداء.صممته ونفذته بأكمله من خامات معاد تدويرها أهمها ورق الجرائد والكرتون وخامات معدنية وهذا يشمل المنحوتات الفنية القابلة للارتداء.وكنت كعادتي جزء من العرض أقف كمانيكان خشبي في وسط المعرض كقطعة من ضمن الأعمال الفنية المعروضة مرتدية احدي المنحوتات القابلة للارتداء و فجأه يتحرك المانياكان وتدب فيه الحياة حينما يسمع موسيقي تحرك مشاعره وتجعلة يدرك انه حي ، وقدمت استعراض حركي حي ارتجالي معلنة عن حقيقتي كما أراها ،وهدف العرض أن يلهم ويحمس المشاهدين أن يتحرروا و يستكشفوا الجانب الإبداعي في أنفسهم وأن يعلنوا عن حقيقتهم كما يرونها وليس كما يفرضها المجتمع عليهم ويعبروا عن أنفسهم بصدق ليعيشوا حياة أكثر سلام و سعادة وحقيقة .
كيف تتعاملين مع الألوان عادة و كيف تساهم في جمالية لوحاتك؟
العب بالالوان كالطفل الصغير استخدمها بجرأة دون اية حسابات وهذا من خلال تجربتي الفنية و الانسانية ، اتحرر معها وتتحرر معي، بيننا حالة عشق ابدية لا تنتهي. وكانت لي تجربة فردية في موضوع الالوان واهميتها الايجابية في حياتنا ،معرض تفاعلي بعنوان “عش حياتك بالالوان” كان ضمن فعاليات مهرجان عالمي اقيم في استراليا وكان هدفة توعية المشاهدين عن اهمية الالوان ودورها الحيوي في حياتنا، و أن يلهم المشاهدين أن يستكشفوا الجانب الإبداعي في أنفسهم وأن يعيشوا حياة مليئة بالألوان والطاقة والتعبير.
 حدثينا عن “علم السعادة”وهل كان للشهادة التى حصلت عليها من جامعة كاليفورنيا أثر فى أعمالك ؟
أهتم كثيرا بالقراءة و البحث في علوم النفس الحديثة والممارسات الروحانية وقوانين الكون ويشكل ذلك جزء كبير من عمليتي الابداعية، وعلم السعادة كان احد اهم الدراسات التي قمت بها، و هوعلم من العلوم الحديثة التي تبحث في مفاهيم السعادة وجذورها و تدرس كيف يمكن ان نخلق لأنفسنا حياة سعيدة وذات قيمة ومعني.ولا شك بأن كل تجربة أو دراسة يقوم بها الفنان تؤثر فيه و في رؤيته و بالتالي في إبداعه ،فهذه الدراسة كانت بالفعل احدي الخبرات المهمة التي أضافت لي الكثير، أثرت في رؤيتي وفهمي للحياة ولنفسى وساهمت في رحلتي للبحث عن السلام الداخلي ، وبالتالي أثرت في أعمالي الفنية ولكنها تبقي واحدة من ضمن مئات التجارب التي أخوضها وتؤثر في وفي عمليتي الإبداعية.
 
 ماالذي يقتل الابداع من وجهة نظرك؟
عوامل كثيرة تساهم في نمو الإبداع ، أري أن تحرر الفكر هو أهمها ، فالإبداع أسلوب حياة ورؤية مختلفة،وكلما تحرر الفكر وإتسع الأفق زادت القدرة الإبداعية والعكس صحيح،فالقيود والسجون الفكرية التي يصنعها الإنسان لنفسه ويعيش فيها 
طوعا هي من اهم العوامل التي تقتل الإبداع.فالإبداع هونظرة خارج الصندوق و تحرر من القيود في المقام الأول.
وماهي طموحاتك و أحلامك؟
أحلم أن أستمر في نشر رسالتي،وأن أساهم في أن يكون العالم مكان أجمل، فيه تحرر ونمو وحب و رحمة وجنون وإبداع.أن أكمل مشواري في تحرير عقلي وقلبي من كل قيود، و أحافظ علي الطفلة الجميلة بداخلي بكل ما تحملة من براءة و صدق و جرأة في التعبير، فإستمرار وجودها ضمان لاستمرار الحياة والإبداع.
  أخيرا كلمة لمحبى الفن التشكيلى 
 
 أدعو الجميع لممارسة الفن ولو بأبسط الأدوات المتاحة ففي ممارسة الفن صلة و حياة وسعادة وتحرر وأثر إيجابي وعلاجي لا حدود له.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock