مقالات

الدكروري يكتب عن السيدة بنت الإمام شبكه اخبار مصر

الدكروري يكتب عن السيدة بنت الإمام شبكه اخبار مصر

الدكروري يكتب عن السيدة بنت الإمام شبكه اخبار مصر 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن في قصة عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت الإمام علي أقاويل وحكايات كثيرة، ويجمع المؤرخون أن السيدة زينب نشأت نشأة حسنة كاملة فاضلة عالمة، على جانب عظيم من الحلم والعلم ومكارم الأخلاق، ذات فصاحة وبلاغة، أخذت عن والدتها الرقة والحنان والخلق الحسن، وأخذت عن والدها العلم والتقوى، حتى تميزت بثقافتها
inbound9024739554010563242
وفصاحتها وبلاغة حديثها، وكانت السيدة زينب رضي الله عنها صوّامة قوّامة تقضي أكثر لياليها متهجدة تتلو القرآن، كما كانت رضي الله عنها لبيبة عاقلة، وفي البلاغة والزهد والشجاعة قرينة أبيها الإمام علي رضي الله عنها وأمها فاطمة الزهراء، وكان لسانها رطبا دائما بذكر الله، تجمع بين جمال الطلعة وجمال الطوية، فيقول الجاحظ في البيان والتبيين. 
إنها كانت تشبه أمها لطفا ورقة وتشبه أباها علما وتقى، ولما خرج الإمام الحسين رضى الله عنه في جهاد الغاصب الفاسد يزيد بن معاوية ، شاركته زينب في رحلته وقاسمته الجهاد، فكانت تثير حميّة الأبطال، وتشجع الضعفاء، وتخدم المقاتلين، وقد كانت أبلغ وأخطب وأشعر سيدة من أهل البيت خاصة، والنساء عامة في عصرها، ولما قتل الحسين وساقوها أسيرة مع السبايا، وقفت على ساحة المعركة، تقول يا محمداه، يا محمداه، هذا الحسين في العراء، مزمّل بالدماء، مقطع الأعضاء، يا محمداه، هذه بناتك سبايا، وذريتك قتلى، تسفي عليها الرياح، فلم تبقى عين إلا بكت، ولا قلب إلا وجف، كما كان لها مواقفها الجريئة الخالدة مع ابن زياد ومع يزيد، وبها حمى الله فاطمة الصغرى بنت الحسين من السبي والتسري. 
وحمى الله عليّا الأصغر زين العابدين من القتل، فانتشرت به ذرية الإمام الحسين، واستمرت في الثورة على الفساد ولا تزال، ولقبت زينب بلقب بطلة كربلاء زينب، ولما أعادوها رضي الله عنها إلى المدينة المنورة بعد أن استبقَوا رأس الحسين بدمشق ليطوفوا به الآفاق، إرهابا للناس، أحسوا بخطرها الكبير على عرشهم، فاضطروها إلى الخروج، فأبت أن تخرج من المدينة إلا محمولة، ولكن جمهرة أهل البيت أقنعتها بالخروج، فاختارت مصر لما علمت من حب أهلها وواليها لأهل البيت، فدخلتها في أوائل شعبان سنة واحد وستون من الهجرة، ومعها فاطمة وسكينة وعلي أبناء الحسين، واستقبلها أهل مصر في بلبيس بكاة معزّين، واحتملها والي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري، إلى داره بالحمراء القصوى عند بساتين الزهري. 
حي السيدة الآن، وكانت هذه المنطقة تسمى، قنطرة السباع، نسبة إلى القنطرة التي كانت على الخليج المصري وقتئذ، فأقامت بهذه الدار أقل من عام عابدة زاهدة تفقه الناس، وتفيض عليهم من أنوار النبوة، وشرائف المعرفة والبركات والأمداد، حيث توفيت في مساء الأحد الخامس عشر من رجب سنة اثنين وستون هجريه، ودفنت بمخدعها وحجرتها من دار مسلمة، التي أصبحت قبتها في مسجدها المعروف الآن بالقاهرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock