مقالات

لماذا يختلف البشر في رد الفعل وسرعة الإستجابة

لماذا يختلف البشر في رد الفعل وسرعة الإستجابة

لماذا يختلف البشر في رد الفعل وسرعة الإستجابة ؟
بقلمي جمال القاضي
البعض نراه طبيعيا في ردود أفعاله لمواقف يتعرض لها ، والبعض يثور ويغضب لمجرد مواقف تافهة لاتستدعي كل هذا ، الأمر الذي يجعلنا نعطي من يثور أدوية تهدأ أو تبطئ من سرعة استجابته ، نعيش مع حواس خلقها الله يمتلكها الجسد ، تتأثر بمايحيط بها ،
inbound5189707255634547438
تستجيب لما ترصده ، تختلف فيما بينها في سرعة الإستجابة وهكذا البشر ، لكن نقف عند تفسير ذلك عاجزين ونسأل ماالسبب في ذلك كله ، ولانقول بعد أن نعلم السبب سوى سبحان الخالق العظيم لما يدور من معجزات بأجسادنا .
خلق الله لنا الحواس ، لتصبح هي الكاميرا الخارجية للجسد ، ترصد وتصور ، ترسل وتستقبل ، ليبقى فوقها أثراً منسوخاً على خلاياها ولاتنساه أبد حتى وإن فقد العقل قدرته على التحكم ، ينطق اللسان دائما بما كان من فعل تلك الحواس حال فقدانه لعقله الذي لو كان واعيا وعاقلا لأنكرها إو لم يبوح بما فعلته أعضائه ، ودون تحكم في أن يوقف نطقه لها في حياته مع فقدان هذا العقل ،ثم بعد أن تقوم الساعة ينطقها الله إذا مانكر اللسان مافعله الإنسان .
لنفهم مايدور بداخلنا وكيف يكون رد الفعل ، نتعرض لموقف في حياتنا صدفة ، يؤثر هذا الموقف في عضور من الأعضاء كيد الإنسان مثلا حين يجرح أو تخذوه شوكه أو غيرهما ، فينتقل الفعل المؤثر من خلال عصب ليفي بهذا العضو والذي يقوم بدوره إلى عصب ممتد خلال العضلات بطول العضو ثم إلى الحبل الشوكي ثم إلى المخ ، والتي تصل إليه على هيئة رسالة مبهمة غير مفهوم مافيها ، ليترجم شفرتها ثم يعيد إرسالها مرة آخرى إلى نفس المكان بالعضو ، فيكون رد الفعل المنعكس بسحب العضو فجأة من مكان الحادث أو الإحساس بالألم ،
كل هذا لايستغرق زمنه سوى لحظات ، هكذا يكون مع جميع المؤثرات الخارجية ورد الفعل ، هكذا يكون أيضا مع جميع الحواس ، لكن يجب أن نعلم أن بعض هذه الحواس متصل إتصالا مباشراً بالمخ عبر عصب يربط مابين العضو والمخ مثل العين ، وغيرها يربط بينه وبين المخ أعصابا تبدأ بعصب ليفي ثم عصب بالعضو ثم الحبل الشوكي ، لتكون الرحلة طويلا نوعا ما إذا ماتمت المقارنة بالعين مثلا ، 
وتختلف جميع الأعضاء عن بعضها في سرعة الإستجابة ، فكلما كانت الأعصاب طويله كان الزمن أطول ، لكن لايستغرق ذلك سوى أجزاءاً من الثواني ، حتى يتم قراءة الشفرة المبهمة التي قام بإرسالها العضو للمخ ،
ولو نظرنا للعين ، فهذا العضو هو أسرع الأعضاء برد الفعل ، وذلك لسببين ، أولهما إتصالها المباشر بالمخ من خلال العصب البصري ، وثانيهما هو أن العين لديها قاعدة بيانات مصورة محتفظة بها من قبل من خلال تلك المشاهد المكررة والتي تراها دائما ، فهي تصور وترسل وتحتفظ وتستجيب ،
يختلف البشر عن بعضهم في سرعة الإستجابة كما تختلف الأعضاء عن بعضها ، فهناك من البشر من يستجيب مخه بسرعة فائقة عن غيره ليكون رد فعله في الآستجابة عنيفا وقد لايتوافق مع قوة تأثير المؤثر الخارجي ، فمثلا قد يتعرض شخصان لنفس المؤثر مثل ضرب أحدهما في مكان معين والثاني بنفس المكان ، نرى الإختلاف في رد الفعل وذلك نظرا لإختلاف حجم الوجع فيما بينهما ،
ونفهم السبب في ذلك ، علينا أن نعلم ألية عمل المخ بعد إستقبال الشفرة وقرائتها ثم إعادة إرسالها للعضو مقروءة مرة آخرى ، فهو بعد ذلك يقوم بالتعامل مع تلك المعلومات من حيث الترتيب والتناسق ثم الحفظ والإستدعاء مرة إخرى إذا لزم الأمر لذلك ، وإختلاف البشر فيما بينهم هو فقط في سرعة الإستجابة وقوتها ، فهناك من يستجيب بسرعة فائقة وقوة لرد الفعل تكون عنيفة ، وهناك من يكون الوقت مابين الفعل والإستجابة طويلا نسبيا يبطئ معه قوة الإستجابة ،
لذلك كان من الضروري أن يتناول البعض أقراصاً مهدئة والتي من وظيفتها الأساسية هو تقليل سرعة الإستجابة حتى تعطي للمخ فرصة يرتب تلك الأحداث دون عشوائية تجعل تصرفات البعض عشوائية توحي لمن يراها بعدم التصرف على الوجه الطبيعي أو يظهر على أنه شخصاً مجنوناً إذا لم نبطئ تلك الإستجابة ، حتى يتعود الجهاز العصبي ذلك فيقوم طبيبه فيما بعد بتقليل جرعات الدواء المتناول منها أو تقليل تركيزاته شيئا فشيئا وذلك بعد أن يتعود الجهاز العصبي على ضبط وتيرة تعامله مع المؤثرات الخارجية وكذلك ضبط الوقت المستغرق فيما بين الموقف المؤثر ورد الفعل المنعكس منه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock