الدكروري يكتب عن غيرة السيدة عائشة من جويرية
بقلم / محمـــد الدكــــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية والتاريخية أن أم المؤمنين السيده جويريه بنت الحارث، فكانت امرأة جميلة فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، تستعينه على كتابتها فرأتها السيدة عائشة رضى الله عنها، فكرهتها لملاحتها

وحلاوتها وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيرى منها ما رأت، وقالت السيده جويريه ” يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك وقد كاتبت فأعني ” فقال صلى الله عليه وسلم “أو خير من ذلك؟ أؤدي عنك وأتزوجك؟ ” فقالت ” نعم ” فقال صلى الله عليه وسلم ” قد فعلت ” فبلغ الناس، فقالوا ” أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فأرسلوا ما كان في أيديهم من الأسرى، فما من امرأة أعظم بركة على قومها منها.
فقد أعتق بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أهل مائة بيت من بني المصطلق، وكان عمرها يوم زواجها من رسول الله عشرين سنة، وقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم سبعة أحاديث، وتقص علينا السيده عائشة بنت أبى بكر، هى الواقعه فتقول ” لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار في السهم لثابت بن قيس، فكاتبته على نفسها، وكانت امرأة جميلة، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتستعينه في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب الحجرة فكرهتها، وقلت، سيَري منها مثل ما رأيت، فلما دخلت جويريه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت ” يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه.
وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في سهم ثابت بن قيس، وقد كاتبت على نفسي، فأعني على كتابتي ” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وهل لك في خير من ذلك؟ ” قالت “وما هو؟” قال صلى الله عليه وسلم ” أؤدي عنك كتابتك، وأتزوجك” فقالت جويريه “نعم يا رسول الله، لقد فعلت ” ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس أصهار رسول الله، فأرسلوا ما في أيديهم من بني المصطلق، فلقد اعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها، ولقد كانت السيده جويريه حرة أبية، تكره الرق والعبودية.
ويظهر هذا واضحا جليا حينما حاولت افتداء نفسها من الرق بالاكتتاب، فكاتبت على نفسها واتفقت مع ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري رضى الله عنه، على مبلغ من المال تدفعه له مقابل عتقها، رغم أنها لم تكن تملك ما تفك به نفسها، إذ أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلبت منه أن يعينها على المكاتبة، ولقد كانت سيده حليمة، تعتق من حر مالها، فعن مجاهد عن جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت يا نبي الله، أردت أن أعتق هذا الغلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “بل أعطيه أخاك الذي في الأعراب يرعى عليه فإنه أعظم لأجرك”
زر الذهاب إلى الأعلى