الدكروري يكتب عن تجميع القرآن الكريم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن من أعظم الأمور التي حدثت في التاريخ الإسلامي وهي الحفاظ علي التراث الإسلامي من الإندثار والشتات، وكان موضوع تجميع القرآن من اعظم وأهم الموضاعات التي حدثت في عهد الصحابة الكرام، ولقد جُمع القرآن الكريم في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وفي عهد خلفيتيه، أبو بكر

الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، أما في عهد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان حفظه متواترا في الصدور، ومكتوبا في السطور، وفي خلافة الصديق كانت آيات وسور القرآن الكريم المكتوبة مفرقة، فتم جمعها في مصحف واحد، وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، تم كتابة القرآن الكريم ونسخه، ولقد زاد نزول القرآن الكريم.
مفرقا من حرص النبي صلى الله عليه وسلم، من عدم تفلت شيء منه، فكان يردد كل ما يلقيه عليه جبريل عليه السلام، قبل انتهائه من تلقينه، فنزل قول الله سبحانه تعالى “إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرأناه فأتبع قرآنه” وبعد نزول هذه الآية الكريمة كان يصمت صلى الله عليه وسلم، إلى حين انتهاء الوحي من تلقينه، ثم يستدعي الكَتَبة من الصحابة الكرام ليكتبوا كل ما ينزل على النبى صلى الله عليه وسلم، من القرآن الكريم، وكان أمين الوحى جبريل عليه السلام ينزل على النبى صلى الله عليه وسلم، ليعرض عليه القرآن الكريم كل سنة في ليالي شهر رمضان، وقد عرضه عليه مرتين في آخر سنة من حياته صلى الله عليه وسلم، ولما توفى النبى صلى الله عليه وسلم، كان الكتاب العزيز مجموعا في قلوبهم.
ومحفوظا في ذاكرتهم، فقد حرص الصحابة على حفظ القرآن الكريم أولا بأول، وكان من أبرز من حفظ القرآن الكريم كاملا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا أئمةَ هدى في تعليم المسلمين، وإقرائهم إياه هم الخلفاء الراشدين، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، إضافة إلى عبدالله بن مسعود، وسالم بن معقل، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو زيد بن السكن، وأبو الدرداء، وسعيد بن عُبيد، كما كان القرآن الكريم محفوظا بالكتابة عند وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لم يُجمع في مكان واحد، فلم تكن كتابته منسقة، فكانت السورة أو مجموعة السور تكتب على أحجار، ثم تربط معا بخيط، ويتم وضعها في بيت من بيوت أمهات المؤمنين رضى الله عنهن، أو توضع عند أحد كتاب الوحي.
كزيد بن ثابت، وعلي بن أبي طالب، وأبيّ بن كعب، وكان بعض الصحابة يكتبون لأنفسهم بشكل خاص، وقد ورد سببان لعدم كتابته وجمعه في مكان واحد، وهما أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، كانوا يترقبون نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، في أى حين، وينشغلون بذلك ليحفظوا ما ينزل، وأن أدوات الكتابة، وما يلزم لها لم تكن متوفرة بشكل كافي في ذلك الوقت.
زر الذهاب إلى الأعلى