مقالات

الدكروري يكتب عن الهدد في مملكة سبأ

الدكروري يكتب عن الهدد في مملكة سبأ

الدكروري يكتب عن الهدد في مملكة سبأ
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد تلقت الملكة بلقيس ملكة سبأ كتاب نبي الله سليمان عليه السلام، بعد أن ألقاه الهدهد إليها، على الفور عقدت اجتماعا لمجلس الشورى، أبلغت كبار مستشاريها أنها تلقت كتابا من سليمان، وقرأته عليهم، والقرآن الكريم أبرز حديث بلقيس إليهم في قوله تعالى ” قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم، إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا عليا وأتوني مسلمين” وهنا
حدث اجتماع مجلس شورى للملمة بلقيس ولم يتوقف عند هذا الحد، فقد طلبت الملكة مشورتهم كعادتها قبل أن تصدر قراراتها، فقالت كما جاء في كتاب الله ” قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتي تشهدون” وهنا أبلغ القادة ملكتهم بلقيس أنهم أصحاب قوة وبأس شديد، وأنهم قادرون على الدفاع عن مملكتهم. 
ومستعدون لتنفيذ أوامرها في أي وقت ” قالوا نحن أولوا قوة واولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ما تأمرين” وهنا اختارت الملكة بلقيس البدء بالمفاوضات وبالسياسة والدبلوماسية، وقررت ما حكاه القرآن الكريم عنها حيث جاء ” قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أزلة وكذلك يفعلون، وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون” وهنا يقول شيخ الإسلام ابن كثير، في قوله “إن نبي الله سليمان عليه السلام لم ينظر ما جاءوا به بالكلية، ولا اعتنى به، بل أعرض عنه، وقال منكرا عليهم ” أتمدونني بمال” أي أتصانعونني بمال لأترككم في شرككم وملككم؟ فما آتاني الله من الملك والمال والجنود خير مما أنتم فيه، وقيل أنه رد نبي الله سليمان الهدية مع حاملها، وأرسل ينذر الملكة بلقيس وقومها. 
بالإقلاع عن عبادة غير الله، وإلا فإنه سوف يأتيهم بحشود وجنود لا قبل لهم بها، ولا قدرة على مقاومتها، ولسوف يبطش بهم بطشة كبرى، أو يأتون مسلمين معلنين التوحيد، وأن بلقيس آثرت السلامة لبلدها وشعبها، وبادرت بالقدوم إلى مملكة نبي الله سليمان عليه السلام في بيت المقدس معلنة ولاءها، وقيل أنه تزوج نبي الله سليمان عليه السلام من بلقيس وأعادها إلى سبأ، وكان يأتيها بين الحين والآخر، وكما قيل أن نبي الله سليمان عليه السلام تزوجها وردها إلى ملكها باليمن، وكان يأتيها على الريح كل شهر مرة، فولدت له غلاما سماه داود مات في زمانه، وقيل أنه تزوجت الملكة بلقيس من نبي الله سليمان عليه السلام بعد أن آمنت بالحق الذي يدعو إليه، وعاشت قصتها عبر مسيرة الزمان كملكة حكيمة. 
كان سداد رأيها سبيلا لهدايتها وهداية قومها، وتكشف الآيات الكريمة التي تحدثت عن قصة نبي الله سليمان عليه السلام مع بلقيس عن صفات سياسية وأخلاقية حميدة لملكة سبأ، منها، أنه تتمتع الملكة بلقيس بأدب عالي وأخلاق سامية جعلتها تصف كتاب نبي الله سليمان عليه السلام بأنه كتاب كريم، على الرغم مما تضمنه من حزم وحسم شديدين، وطلب حضور بإذعان تام ودون استعلاء، وكذلك تطبق الملكة بلقيس بعزم وإصرار نظام الشوري في كل أمور الحكم، وتأبى أن تنفرد برأيها، وتحرص على سماع آراء مساعديها بحرية كاملة، وتشجعهم على تزويدها بخبراتهم وتقديراتهم للأمور، ثم تختار ما تراه مناسبا لمصلحة المملكة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock