مقالات

الدكروري يكتب عن الصحابي ابن التيهان في الجمل

الدكروري يكتب عن الصحابي ابن التيهان في الجمل

الدكروري يكتب عن الصحابي ابن التيهان في الجمل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
 لقد ذكرت المصادر التاريخية أن الصحابي الجليل أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري رضى الله عنه كان في معركة الجمل مع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد روى ابن أبي الحديد المعتزلي شعرا لأبي الهيثم قاله في
معركة الجمل قل للزبير وقل لطلحة أننا نحن الذين شعارنا الأنصار نحن الذين رأت قريش فعلنا يوم القليب أولئك الكفار، كنا شعار نبينا ودثاره يفديه منا الروح والأبصار، إن الوصي إمامنا وولينا برح الخفاء وباحت الأسرار، وأما عن تأبين الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه لأبو الهيثم بعد صفين فقد خطب الإمام علي عليه السلام بالكوفة وهو قائم على حجارة نصبها له ابن أخته جعدة بن هبيرة المخزومي، وعليه مدرعة من صوف، وحمائل سيفه ليف. 
وفي رجليه نعلان من ليف، فقال رضى الله عنه، في جملة ما قال ” ألا إنه أدبر من الدنيا ما كان مقبلا، وأقبل منها ما كان مدبرا، وأزمع الترحال عباد الله الأخيار، وباعوا قليلا من الدنيا لا يبقى، بكثير من الآخرة لا يفنى، ما ضر إخواننا الذين سفكت دماؤهم وهم بصفين أن لا يكونوا اليوم أحياء يسيغون الغصص، ويشربون الرّنق؟ قد والله لقوا الله فوفّاهم أجورهم وأحلهم دار الأمن بعد خوفهم، أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على النية؟ وقال الراوي، ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة فأطال البكاء ” وقد لقب أبو الهيثم بن التيهان بذي السيفين، لأنه كان يتقلد سيفين في الحرب. 
وهذا إن دل فإنه يدل على شجاعته وبسالته وقوة إقدامه في الحرب، إذ الفارس الشجاع المقدام يبحث دائما عن علامة فارقة تميزه عن أقرانه، يتخذ منها عنوانا عسكريا له يُرهب به أعداءه، وقد اختار أبو الهيثم أن يتقلد سيفين في حروبه، وهذا الاختيار يُحتم عليه أن يكون في مقدمة العسكر وفي أول النزال وإلا لا يكون جديرا بهذا اللقب، ولذا فنحن أمام شخصية إسلامية رافقت اللبنات التأسيسية الأولى للإسلام، وأفنت عمرها في سبيل نصرته وإدامته ونشره، وقد رافق أبو الهيثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، في كافة المراحل التي تلت هجرته المباركة، ولم يبخل بنفسه في سبيل نصرة دين الله تعالى، ثم بعد ذلك لزم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فكان من خيرة أنصاره ومحبيه.
حتى ختم حياته الكريمة بالشهادة بين يديه في ميدان الكرامة الذي فصل بين الحق والبغي صفين الإباء، فكان شهيدا كريما بين يدي إمامه الحق علي بن أبي طالب رضى الله عنه، فكانت حياة هذا الصحابي الجليل مليئة بالفضائل والمفاخر والسمو والرفعة، ولذلك فهو من المحطات النيرة في حياة الإسلام، وأما نسب أبو التيهان فقد اختلف فيه فقيل أنه من بلي من قضاعة وكان حليفا لبني عبد الأشهل أحد بطون الأوس، وقيل أنه من الأوس، ونسبه هو مالك بن التيهان بن مالك بن عمرو بن زيد بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وقيل بل هو مالك بن التيهان بن مالك بن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وكانت أمه هي ليلى بنت عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock