الدكروري يكتب عن ابن غزوان وابن عرفجة في البصرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر الإسلامية والتاريخية في حروب بلاد فارس أنه قال البلاذرى أنه أمد الخليفة الرشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عتبة بهرثمة بن عرفجة البارقى، وكان بالبحرين، فغزا عتبة بن غزوان الأبلة ففتحها عنوة، فسار عتبة بن غزوان من المدينة
المنورة إلى البصرة في زهاء خمسمائة من الفرسان ونفر من الصحابة، وكان نزول عتبة البصرة فى ربيع سنة أربع عشرة للهجرة، وكان العلاء بن الحضرمى قد بعث إلى عرفجة بن هرثمة وأخبره بكتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فعاد عرفجة من الجزيرة إلى البحرين، وانطلق منها إلى البصرة في زهاء سبعمائة من فرسان الأزد، فوصل إلى عتبة بمنطقة البصرة، وسارا معا ولم تكن يومئذ مدينة البصرة وإنما كانت هناك مدينة الأبلة.
وكانت مرفأ السفن من الهند والصين، وكان بها جيش من الفرس الأساورة، ولم يكد عتبة بن غزوان وعرفجة ينزلا البصرة بمن معهم حتى بدأ الصدام مع أهل تلك المنطقة، فحين نزولهم أقبل عليه صاحب الفرات في أربعة الآف مقاتل، وقال ابن كثير إن عمر بعث عتبة بن غزوان إلى أرض البصرة في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، وسار إليه من الأعراب ما كمل معه خمسمائة، فنزلها في ربيع الأول سنة أربع عشرة، فركب إليهم صاحب الفرات في أربعة آلاف أسوار، فالتقاه عتبة بعدما زالت الشمس، وأمر أصحابه فحملوا عليهم فقتلوا الفرس عن آخرهم، وأسروا صاحب الفرات، وبعد نزول عتبة البصرة بثلاثة أشهر، خرج إليه أهل الأبلة، وكان بها خمسمائة من الأساورة وهى اسم قبيلة يحمونها.
وقال ابن الأثير فخرج إليه أهل الأبلة، وكان بها خمسمائة أسوار يحمونها، فقاتلهم عتبة فهزمهم حتى دخلوا المدينة، ورجع عتبة إلى عسكره، وألقى الله الرعب في قلوب الفرس وظنوا أن مددا للمسلمين قد أقبل فخرجوا عن المدينة وحملوا ما خف وعبروا الماء وأخلوا المدينة ودخلها المسلمون، وكان فتحها في رجب أو في شعبان، وتم بنائها لتكون معسكرا مؤقتا، ولم تتحول لتكون معسكرا ثابتا ثم مدينة إلا في أواخر السنة السادسة عشر من الهجرة وشهد عرفجة مع عتبة فتح دستميسان، حيث قال ابن خلدون في قول الطبرى أنه جمع أهل دستميسان لقتال المسلمين فلقيهم عتبة فهزمهم وأخذ مرزبانها أسيرا، وقال ياقوت الحموى في كتابه معجم البلدان، أنه ولاها ويقصد البصرة عتبة بن غزوان.
وقال له عمر بن الخطاب بإن الحيرة قد فتحت فأت أنت ناحية البصرة وأشغل من هناك من أهل فارس والأهواز وميسان عن إمداد إخوانهم، وأمد عمر بن الخطاب عتبة بعرفجة، وكان بالبحرين فشهد بعض هذه الحروب ثم سار إلى الموصل، والحروب أو الفتوح التي قصدها الحموى في الفترة ما بين فتح البصرة والموصل، كانت القادسية والمدائن، وقد كان عتبة بن غزوان قد بعث من البصرة كبار القادة بالجنود إلى القادسية، وقال خليفة بن خياط فأقاموا قدر شهر، وكتب سعد إلى عمر يستمده، فأمدهم أهل البصرة بألف وخمس مائة، فيما ذكر المدائنى، من طريق حميد بن هلال أن خالد بن عمير العدوى حدثه قال لما كان أيام القادسية، كتب إلينا أهل الكوفة يستمدوننا.
فأمدهم أهل البصرة بألف وخمسمائة راكب، كنت فيهم، فقدمنا على سعد بالقادسية وهو مريض، وسار مدد معسكر البصرة إلى القادسية عليهم المغيرة بن شعبة في ألف وخمسمائة وقيل ثمانمائة، منهم سبعمائة وقيل أربعمائة فارس من أزد بارق عليهم عرفجة بن هرثمة، وقال أبو الربيع الإندلسى فانتهى سعد رحمه الله، إلى كل ما أمره به عمر بن الخطاب رضى الله عنه، من تهيئة الناس أسباعا أو أعشارا، وقدم عليهم المغيرة في ثمانى مائة، ويقال في ألف وخمسمائة، والمسلمون في ضيق، وقال البلاذرى الذى أمدَّ سعدا بالمغيرة عتبة بن غزوان، ثم انطلق عتبة بن غزوان بنفسه وشهد القادسية.
زر الذهاب إلى الأعلى