أ. د محمد حجازي يكتب / الهوية الوطنية والامن القومي الاجتماعي وتعزيز التماسك المجتمعي

أ. د محمد حجازي يكتب لشبكة اخبار مصر / الهوية الوطنية والامن القومي الاجتماعي وتعزيز التماسك المجتمعي

الولاء والإنتماء وقضية الهوية الوطنية أحد أهم قضايا الأمن القومى الإجتماعى والذي هو جزء اصيل من الامن القومي بمفهومه الشامل .

ان الحفاظ علي الهوية الوطنية و توفير التماسك المجتمعي ضرورة حتمية للحفاظ علي الامن القومي المصري .

الهوية : تتشكل من الخصائص المميزة للأفراد الذين تتكون منهم الجماعات وكذلك لهذه الجماعات نفسها .

أما الوطنية : فهي ترسم طابع العلاقة بين الفرد/المواطن والدولة التي يعيش فيها فتحملها مسؤولية حمايته من كل ضرر وأذى يهدده من داخل البلاد أو خارجها، مقابل تحديد واجباته ومسؤولياته تجاهها وتجاه المجتمع الذي يعيش فيه .

مفهوم الهوية الوطنية :
الهوية الوطنية في كل دولة هي الخصائص والسمات التي تتميز بها، وتترجم روح الانتماء لدى أبنائها، ولها أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها، وبدونها تفقد الأمم كل معاني وجودها واستقرارها، بل يستوي وجودها من عدمه

عناصر الهوية الوطنية :

وهناك عناصر للهوية الوطنية
لا بد من توفرها، وقد يختلف بعضها من دولة لأخرى.

ومن عناصر الهوية الوطنية :
– الموقع الجغرافي :

حيث أن من يشتركون فيها يضمّهم موقع جغرافي محدد.

– التاريخ :

وهو التاريخ المشترك الذي يربط من يشتركون في الهوية الوطنية الواحدة، وهو الأحداث التي مرت بآبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم بصفتهم الجماعيّة على هذه الأرض.

– الاقتصاد :

ويربطهم كذلك رباط اقتصادي واحد، ونظام مالي واحد، كنظام العملات الموحد، ونظام التسعيرة الموحد لبعض السلع الاستهلاكية

– العلم الواحد :

وهو الرمز المعنوي الذي يجمع كل أبناء الشعب الواحد والقضية الواحدة، وهو شيء مادي ملموس، له رسم وشكل محدد بألوان محددة، ولكنه يرمز إلى قيمة معنوية، وهي الهوية الوطنية والانتماء للوطن.

– الحقوق المشتركة :

حيث يتمتع أبناء الهوية الوطنية الواحدة بالحقوق ذاتها، كحق التعليم، وحق التعبير عن الرأي، وحق الحياة بكرامة وعزة على أرضهم، وحق الملكية، وحق البناء فوق أرضهم، وحق العمل، وغير ذلك من الحقوق التي تجسد معاني الهوية الوطنية.

الواجبات :

وهي الواجبات الفردية، والجماعية، التي يتعين على المجموع الوطني القيام بها، إمّا بصفة الفردية، كالأفراد كل في مجال عمله وتخصصه ونشاطه، وإمّا بصفتهم الجماعية، وذلك مثل ما يتعين على المؤسسات القيام به نحو مواطنيها،

وفق آليات محددة، كالمؤسسات التربوية والتعليمية والاعلامية والدينية والجامعات والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني ،

وغير ذلك من مسميات وطنية تحمل روح العمل الجماعي لخدمة الوطن والمواطن، فهذه كلها بعملها والتزامها به على خير وجه تعبر عن الهوية الوطنية.

اركان الهوية الوطنية :

هنا نشير الي ان هناك العديد من الأركان التي تشكل الهوية الوطنية المصرية، وأن بناء الشخصية المصرية هي ضرورة حتمية، من خلال عدة محاور من أهمها: ( التعليم، والثقافة، والإعلام )

اهمية بناء الهوية المصرية الوطنية :

التأكيد على أهمية بناء الهوية المصرية كونها تعمل على تحقيق الاستقرار داخل المجتمع، وتوحيد جميع الفئات المختلفة، تحت قوانين وأنظمة ثابتة،
أن الناتج هو حماية كافة أطياف الشعب من الانقسامات.

عوامل بناء الشخصية المصرية :

هناك العديد من العوامل لتعزيز المفاهيم الأساسية للانتماء ومن ثم بناء الشخصية المصرية، منها: –

مشاركة جميع فئات الشعب في مواجهة تحديات وقضايا الوطن المختلفة،

– والثقافة أيضا كأحد أهم عناصر الهوية الوطنية، والتي تسهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الوطنية لدى الشعب المصري.

أن دور الثقافة يكمن في تعزيز الهوية الوطنية، حيث تعمل على زيادة الوعي والتماسك المجتمعي وتسهم في بناء هوية وطنية قوية وبناء مجتمعات مستدامة وواعية،

كما أن وحدة الشعب تعمل على تقليص الاختلاف بين الأفراد،

وتغرس روح العطاء في المجتمع، بشرط البعد عن الشائعات التي تحاول جاهدة النيل من استقرار وسلام المجتمع المصري.

أهمية الوعي بالهوية الوطنية والالتزام بها :

إنّ للوعي بالهوية الوطنية والالتزام بها آثار عظيمة، تنعكس على الفرد والمجتمع والوطن بشكل عام،

ولا سيّما متى قام الكل الوطني بواجباته خير قيام،

فثمرات ذلك أكثر من أن تحصى، تتمثل فينا يلي :
– قوة في النسيج الاجتماعي، تعجز عن اختراقه مكائد الطامعين وأهواء الفاسدين.
– نهضة في العلم والمعرفة،

في شتى المجالات، وحدٍّ من الأمراض
– قوة في الاقتصاد، واستغلال جيد للعقول المبدعة،

– تطوير دائم وبناء للوطن، ولحوق بركب الحضارة، بل ريادة في مصاف الأمم،

وهيبة للوطن والمواطن،

إذا اعتز الكل بهويته الوطنية،

فأحسن فهمها، وأجاد لغة التعبير

طبيعة الهوية الوطنية :

يمكن توصيف الهوية الوطنية بأنها أحد مفاتيح فهم الشخصية المصرية ومنظورها الوطنى وعلاقتها بمفهوم الأمة ولها أهميتها فى رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها وبدونها تفقد الأمم كل معانى وجودها واستقرارها.

خصائص الهوية الوطنية المصرية :

فعندما نتحدث عن الهوية المصرية فنحن نتحدث عن مجموعة من الطبقات الحضارية التى تراكمت فوق بعضها البعض وشكلت لنا فى المحصلة النهائية تلك الهوية المصريه المتميزة
( الهوية الوطنية المصرية الجامعة )

ان الهوية الوطنية المصرية طبقات وليست طبقة واحدة وحدها الظروف التى تفرض أولوية طبقة على أخرى
مصر القديمة ، مصر القبطية ،

مصر الاسلامية

ابعاد الهوية الوطنية المصرية :

للهوية الوطنية المصرية اربعة ابعاد هي :

البعد المجتمعى الداخلي والبعد الاسلامى والبعد العربى والبعد العالمى .

تعريف التماسك المجتمعى :

يمكن تعريف التماسك المجتمعي علي انه زيادة للعلاقات بين الأفراد داخل الجماعة بما يضمن تحقيق استقرار الاسرة

أهمية التماسك المجتمعى :

تتخلص اهمية التماسك المجتمعي فى تلافى الانقسامات الاجتماعية وذلك من خلال تعزيز المواطنة وتقلص اشكال عدم المساواة فى المجتمع

تحديات الهوية الوطنية :

أن تحديات الهوية الوطنية والتماسك المجتمعى هي :
( الانبهار بثقافة الغرب والتقليد الأعمى ومحاولات البعد الإنسلاخ عن الواقع المجتمعى وهويته )

حيث واجهت مصر تحديات كبرى :
التحدى الاول : وهو التطرف والإنقسام والأستخدام المنظم للعنف والإرهاب

والتحدى الثانى : هو سيادة منطق الجماعة على منطق الدولة

والتحدى الثالث : هو ذوبان الهويه الوطنية المصرية فى سياقات أكبر سواء دينية أو شرق أوسطية .

تنمية الوعي والهوية الوطنية والتماسك المجتمعي :

أن مصر بشخصيتها وحضارتها الرائدة تعتبر علامة بارزة عبر التاريخ بدليل أنه لا يوجد منهج فى العالم لم يذكر فيه ولم يتم تدريس الحضارة المصرية خلاله و أنه يجب علينا نشر الوعى والتثقيف بحضارتنا و قيمنا الأصيلة مع ضرورة تحفيز الشباب علي القراءة و الاطلاع ودراسة تاريخ بلادهم لاكتساب المعرفة وتعميق الفهم الكامل بقيمة و مكانة مصر حيث أننا نمتلك تاريخ وعلوم باسم مصر في كافة أنحاء العالم وهي “علوم المصريات” .

ان قضية تنمية الوعي لم تعد قضية موسمية ، بل اصبحت قضية ابدية وثابتة ودائمة تحتاج الي تضافر جهود كافة المؤسسات التربوية والتعليمية والاعلامية والدينية والجامعات ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية

ان الشخصية المصرية هي شخصية عميقة الجذور في أعماق التاريخ تتسم بالمرونة والقدرة الدائمة على التكيف والتعايش مع المتغيرات الحضارية على النحو الذي يجعلها قادرة بقوة على مواجهة التحديات ومن أبرز سمات الشخصية المصرية الوطنية التي تعد عقيدة و سلوك فردي وجماعي الحفاظ على التماسك المجتمعي و الوطن من خلال التلاحم مع مؤسساته ذات السمات الوطنية مثل القوات المسلحة والأزهر والكنيسة في المواقف الصعبة و اللحظات الحاسمة .

من تحديات الأمن القومي و الهوية المصرية والتماسك المجتمعى مشروعات الامركة و الغرب المستمرة لصناعة شرق أوسط جديد بهوية بعيدة عن حضارتنا و ديننا و تاريخنا و قيمنا و كذلك الغزو الفكري و الثقافي و الحروب الجديدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على الشباب و تفتيت كيان الدولة الموحدة الى كيانات دينية أو عرقية متناحرة

و تلك التحديات تبرهن لنا على أهمية التماسك المجتمعى و الوحدة في مواجهة محاولات تفكيك و تقسيم المجتمع و ضرورة تعزيز قيم الولاء و الانتماء والمواطنة والحفاظ علي الهوية الوطنية المصرية الجامعة