مقالات

الدكروري يكتب عن غزو أبرهة الحبشى إلى مكة

الدكروري يكتب عن غزو أبرهة الحبشى إلى مكة

الدكروري يكتب عن غزو أبرهة الحبشى إلى مكة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن هناك منكرون لغزو أبرهة الحبشى إلى مكة، وإنهم يعتمدون على الآثار، ومن ذلك ما قامت به بعثة يقال لها “بعثة ركمانز” فى عام الف وتسعمائة وواحد وخمسين ميلادى، حيث عثرت على نقش فى منطقة تثليث الواقعة فى جنوب غرب المملكة، والموجود فى النقش، وقد ذكره المؤرخ الأميركى فرانسيس إدوارد بيتر فى كتابه “محمد وأصل الإسلام” وفيه حسبما ذكر”بقوة الرحمن ومسيحه الملك أبرهة، زبيمان، ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت واليمامة، والقبائل العربية فى المرتفعات والسواحل، كتب هذا النقش عندما غزا قبيلة معد، وعندما ثارت كل قبائل بنى عامر، وعين الملك القائد أبى جبر، وحضروا أمام الجيش ضد بنى عامر، وذبحوا وأسروا وغنموا بوفرة. 
ورجع أبرهة بقوة الرحمن فى شهر ذو علان، فى السنة الثانية والستين وستمائة حيث أكد النقش على عودة أبرهة سالما من حملته، كما أن أسماء القبائل والمدن المذكورة فى النقش، لم تتضمن قريش أو مكة على الإطلاق، وبالإضافة إلى كل ذلك، فإن النقش قد حدد توقيت الحملة بعام ستمائة واثنين وستين من التقويم السبئي، والذى يناظر سنة خمسمائة واثنين وخمسين من التقويم الميلادي، وهو ما يسبق عام خمسائة وسبعون ميلادى، والذى يُعتقد بأنه قد شهد هجوم الفيل على مكة المكرمه، بثمانية عشر عاما كاملة، وإنه في العام خمسمائة وستة عشر، قد استعرت الفوضى السياسية في مملكة حمير وسقطت نهائيا عام خمسمائة وخمسة وعشرون، إلى خمسمائة وسبعة وعشرون، وقد بررت بيزنطة تدخلها. 
بدعم الملك كالب ملك مملكة أكسوم بسبب المجازر التي ارتكبها يوسف أسأر بحق المسيحيين في نجران والمخا وظفار يريم ولكن الحقيقة هو أن البيزنطيين أرادوا وحدة سياسية مستقرة في بلاد الحميريين ضد الإمبراطورية الفارسية ولم يكن المسيحيين في نجران بالبراءة التي صورتها بعد المصادر، بل كانوا يريدون إبادة اليهود من اليمن بدلالة إحراقهم عددا من المعابد اليهودية فجهود التنصير التي بذلتها بيزنطة من القرن الرابع الميلادي كانت لهذا الهدف، وهكذا كان فور مقتل يوسف أسأر اليهودي تم تعيين حميري مسيحي يدعى شميفع أشوع كحاكم على البلاد وإعادة إعمار كل الكنائس التي هدمها يهود اليمن وحلفاؤهم في ظفار يريم ونجران والمخا ومأرب، وبناء ثلاث كنائس جديدة. 
في نجران وحدها وغادر معظم الجيش الأكسومي البيزنطي فى اليمن ولكن بعض أفراده رفضوا الرحيل لإن أرض الحميريين جيدة جدا وفقا للمؤرخ البيزنطي بروكبيوس وأحد هولاء كان أبرهة، قتل شميفع أشوع من قبل أبرهة واللافت للنظر هو أن أبرهة قدم نفسه كملك حميَّري وأعاد استخدام اللقب الملكي للحميَّريين وهو ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في المرتفعات والتهائم ومن المؤكد أنه لم يكن حميريا على الإطلاق بل من مملكة أكسوم في إثيوبيا حاليا ومع ذلك فإنه دون كتاباته بلغة سبئية وأعاد استخدام اللقب الملكي الحميري ولم يحاول طمس أو تغيير أي شي من ثقافة مملكة حمير ولكن التغيير الوحيد كان تعصبه للمسيحية عدة عوامل أدت لتبنيه هذه السياسة. 
وهو ضعف مملكة أكسوم وفقدان سيطرتها على النوبة بجنوب مصر ورغبته بكسب الزعامات القبلية المسيحية والذين تركزوا في ظفار يريم ومأرب وحضرموت ونجران، والعامل الثالث والأهم هو اختلاف مذهبه الديني عن بيزنطة وأكسوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock