مقالات

الدكروري يكتب عن وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه

وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيهوأ

الدكروري يكتب عن وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الله عز وجل رحيم بعباده، فهو سبحانه وتعالي اللطيف الخبير، فيقول تعالي ” وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه” وذلك ليتعود على هذا اللبن المعين، ويطعم هذا اللبن حتى لا يقبل إلا هو فيما بعد، فكانت تصنع ما أمرت به وأرسلته ذات يوما، وربطته بحبل وجعلته في نهر النيل فمر على دار فرعون، إذن فإنها لما خافت عليه جعلته في الصندوق الخشبي في اليم، أي في نهر النيل، فجعل ماء النهر يجري بهذا الصندوق والغلام يتهادى عليه حتى وصل بمحاذاة قصر فرعون، فشاهدت الجواري هذا الصندوق من بعيد وهو يتهادى على الماء، وأبصرته امرأة فرعون، فالتقطته الجواري فأتوا به امرأة فرعون وهي السيدة آسيا بنت مزاحم، فلما فتحت الصندوق، وكشفت الحجاب رأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية والجلالة العظيمة.
وكان الله عز وجل قد ألقى على نبيه موسى عليه السلام محبة منه، فلا يراه أحد إلا أحبه، وهو سبحانه وتعالي القائل ” وألقيت عليك محبة مني” فلما رأته وقع حبه في قلبها وقعا عظيما، ولما جاء فرعون قال ما هذا وأمر بذبحه، فاستوهبته منه، وقالت ” قرت عين لي ولك لا تقتلوه” فلعل فرعون قال لها أما لك فنعم، أما لي فلا لا حاجة لي به، وهكذا كان، فقد كان موسى قرة عين امرأة فرعون، أسلمت بسببه، وماتت شهيدة على دينه، وقالت “عسي أن ينفعنا او نتخذه ولدا” وإنه حقا قد نفعها، وتقول ” أو نتخذه ولدا” أي بمعني أي نتبناه أو نجعله خادم عندنا لأنه لم يكن لفرعون ولد، والله سبحانه وتعالي يريد أن المرأة تتعلق بالولد، فما عندها أولاد، والله عز وجل ما كتب لها أولاد حتى يأتي هذا الولد وتتعلق به.
وتطلب من زوجها أن يبقيها، ويوافق على طلب زوجته لأن ما عندها أولاد، فيقول تعالي ” وهم يشعرون” أي بمعني أنهم لا يدور في بالهم أو خاطرهم ما المراد بهذا الغلام، ويقول تعالي ” وأصبح فؤاد أم موسي فارغا” أي بمعني فارغا من كل شيء من أمور الدنيا إلا من ذكر رضيعها موسى، وأمر رضيعها موسى من شدة القلق ما عادت تفكر في شيء إطلاقا، وهكذا هو المعروف من عاطفة الأمومة ولهفتها على الولد، ولذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم “لما رأى امرأة تبحث عن ولدها بين الأسرى بين السبي وهي امرأة من الكفار أخذ ولدها في السبي، ملهوفة تبحث عنه، فلما رأته ألصقته بصدرها وأرضعته، قال أترون هذه طارحة ولدها في النار؟قالوا لا” رواه البخاري ومسلمز
وهكذا كانت أم موسى، كانت والهة على ولدها، ويصور لنا رب العزو سبحانه وتعالي فيقول ” إن كادت لتبدي به” أي بمعني أنها أوشكت أن تفضح السر، وتسأل عنه جهرا، فيقول تعالي ” لولا أن ربطنا علي قلبها” أي بمعني صبرناها، وثبتناها لكي لا تتكلم “لتكون من المؤمنين” وقالت لأخته قصية” أي اتبعي أثره، واطلبي خبره.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock