مقالات

الدكروري يكتب عن كلمة حق يُراد بها باطل

الدكروري يكتب عن كلمة حق يُراد بها باطل

الدكروري يكتب عن كلمة حق يُراد بها باطل
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد حدث في موقعة صفين عندما رفعوا جنود معاوية بن أبي سفيان المصاحف علي أسنة السيوف وطلبوا تحكيم القرآن بينهم، والنزول على أحكامه ؟ فيجيبهم الإمام على رضى الله عنه، إنها كلمة حق يُراد بها باطل ويأمرهم بمواصلة القتال حتى النصر أو الشهادة، وينقسم عسكر الإمام على رضى الله عنه،
inbound7340159967713081268
وتدب الفتنة بين صفوفه، فخيار الجند، وأكثرهم صلاة، وأشدهم عبادة، قد تمردوا على إمامهم، في أشد الساعات حرجا، فياله من جيش، كل فرد فيه قائد، ولا يجد الإمام على رضى الله عنه، بُدا من الطلب إلى الأشتر بالعودة، ويرسل إليه، الإمام على رضى الله عنه، رسولا يحمل إليه طلبه، بالعودة والكف عن متابعة الزحف، ويفاجأ الأشتر بذلك فيتباطأ، ثم يرسل له رسولا آخر يقول له. 
” أقبل إليَّ فإن الفتنة قد وقعت ” ويرى الأشتر بأن مكيدة الأعداء قد انطلت على أصحابه، وإنها لفعلة عمرو بن العاص الداهية، فيقول للرسول الذي أنصت ينتظر جوابا ألا ترى إلى الفتح ألا ترى ماذا يلقون ؟ وعندما علم بأن الإمام أصبح بين يدي المتمردين من جيشه كالرهينة، وعاد إليه على عجل، ويقبل الأشتر، فإذا بالقوم مجتمعون حول الإمام على رضى الله عنه، وبعينين تقدحان شررا، ينظر إلى هؤلاء الخارجين على أرادة إمامهم ورأيه، وقد فرضوا رأيهم عليه فرضا، ويدور بينه وبينهم هذا الحوار الملتهب، فيقول الأشتر ” يا أهل العراق، يا أهل الذل والوهن أحين علوتم القوم، وظنوا أنكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها وهم والله قد تركوا ما أمر الله به، فيها. 
وسنة من أنزلت عليه، فأمهلوني فواقا” وهي المدة ما بين حلب الناقة وحلبها ثانية” إنها في حدود الساعتين تقريبا، فإني قد أحسست بالفتح، قيرد عليه الخارجون لا، فيقول الأشتر النخعى أمهلوني عدو الفرس، فإني قد طمعت بالنصر، فيرد عليه الخارجون إذن ندخل معك في خطيئتك، فيقول الأشتر، خبّروني عنكم، متى كنتم محقين؟ أحين تقاتلون وخياركم يُقتلون، فأنتم الآن إذا أمسكتم عن القتال مبطلون، أم أنتم الآن محقون وقتلاكم الذين لا تنكرون فضلهم، وهم خير منكم، في النار؟ فيقول الخارجون دعنا منك يا أشتر، قاتلناهم لله، وندع قتالهم لله، فيقول الأشتر يا أصحاب الجباه السود، كنا نظن صلاتكم زهادة في الدنيا، وشوقا إلى لقاء الله، فلا أرى مرادكم إلا الدنيا، ألا قبحا يا أصحاب النيب الجلالة.
ما أنتم برائين بعدها عزا أبدا، فابعدوا كما بعد القوم الظالمون، ويغلظ لهم قولا، فتثور ثائرتهم للاذع القول، وكأنه طعن المُدي، فيسبّونه، ويضرب وجوه دوابهم ويضربون وجه دابته، ويتملئ صدر الإمام على رضى الله عنه، غما وهما وهو يشهد رجاله ينقلبون عليه يتمردون، ويشفق من فتنة تثور في عسكره، فتأتي على البقية الباقية منه، وإنه لا يدري ماذا يفعل، وقد أوقع في يده، فاعتراه حزن ثقيل مظلم، فلا رأي لمن لا يطاع، وكالبركان انفجر في وجوههم، وهو يتميز غيظا وحنقا كفوا، فكفوا، ويتم التحكيم “وإن الحُكم إلا لله” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock