مقالات

الدكروري يكتب عن أولئك علي هدي من ربهم

الدكروري يكتب عن أولئك علي هدي من ربهم

الدكروري يكتب عن أولئك علي هدي من ربهم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الله عز وجل يحب عبادة المؤمنين ونجد في أوائل سورة البقرة أثنى الله تعالى على المؤمنين بإيمانهم وعملهم الصالح، ثم وصفهم بالفلاح فقال سبحانه وتعالي ” أولئك علي هدي من ربهم وأولئك هم المفلحون” وفي أواخر سورة الحج يأمر الله عباده المؤمنين بفعل الخير حتى يكونوا من المفلحين، وفعل الخير كلمة جامعة لكل عمل صالح، فيقول
inbound2482925147299618992
تعالى ” يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون” وفي أول سورة المؤمنون يقول تعالى ” قد أفلح المؤمنون” ثم يذكر سبحانه وتعالي جملة من صفاتهم التي بسببها أفلحوا، وهي الخشوع في الصلاة والمحافظة عليها، والإعراض عن اللغو، وأداء الزكاة، وحفظ الفروج، وأداء الأمانات، والوفاء بالعهود، ومن دلائل فلاحهم. 
أن الله تعالى بعد أن ذكر صفاتهم وأعمالهم قال ” أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون” وإن الصلاة هي باب عظيم للفلاح كما دلت عليه الآيات والأحاديث الكثيرة، وهي بوابة البشرى بالفلاح في الآخرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر” رواه الترمذي، ولذا فلا عجب أن ينادى للصلاة بالفلاح فيقول المؤذن في النداء والإقامة حي على الفلاح، وكما أن التوبة هي طريق الفلاح، فعلى المؤمن أن يلزمها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة” رواه ابن ماجه، ويقول تعالي في سورة النور ” وتوبوا إلي الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون” 
وإن التوبة باب للفلاح إذا قرنت بالإيمان والعمل الصالح، حيث قال تعالى في سورة القصص ” فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسي أن يكون من المفلحين” وعسى ولعل من الله تعالى إيجاب وتحقيق لأن الأمر كله لله، أي إن الفلاح واقع متحقق لمن آمن وعمل صالحا، وكما أن الدخول في الإسلام بكلمة التوحيد هي طريق الفلاح، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور في أسواق المشركين وهو يقول “يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا” والتقوى هي سبيل الفلاح، وهي تجمع بين الإيمان والعمل، فقال تعالى ” واتقوا الله لعلكم تفلحون” وقد جاء في القرآن الأمر صريحا بالتقوى لنيل الفلاح أربع مرات، وصلاح القلب، وتزكية النفس لا تكون إلا بالأعمال الصالحة، وذلك سبب للفلاح، حيث قال تعالي ” قل أفلح من تزكي” 
وفي الآية الأخرى يقول تعالي ” قد أفلح من زكاها” وأن الزراعة عملا مهما يحتاجه كل الناس، يحتاجه المدرس، والطبيب، والمهندس، بل والعالم، وكل فرد من أفراد المجتمع، وأي منا لا يحتاج إلى الطعام؟ وإنه وللأسف في ثقافة اليوم يتمنى كثير من الدارسين أحد التخصصات الهامة، وغيرها من التخصصات غير تخصص الزراعة، ويعتبر كثير منهم الزراعة على هامش الأعمال، ومن المهن الشاقة التي لا تدر أموالا، ولا ترفع أقواما، ومع إيماننا بأهمية التخصصات الأخرى، إلا أن الزراعة من الأعمال العظيمة النافعة للأمة، وإنه مطلوب من كل الدعاة، وكل من له تأثير في المجتمع، أن نغيّر هذا المفهوم الخاطئ والخاطئ جدا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock