الناس والمجتمع

بناء الانسان 1

بقلم د احمد المليجى
باحث انثربولوجى
اختلف علماء الانثربولوجيا وعلم الاجتماع عند الاجابة عن هذا السؤال — لمن الاولوية للفرد ام للمجتمع ؟
هناك راي يقول يقول الانسان والمجتمع جزء متواصل في دائرة التواجد والاستمرار والزمان والمكان هما من العناصر المتغيرة والمؤثرة في الفرد ومن ثم في المجتمع , باعتبار الفرد يكون اسرة والاسرة تكون مجتمعا,والمجتمعات تكون مجتمعات , والمجتمعات تتحول الي عالم التواجد الكوني .
وراي اخر ان المجتمع نكونه بقيمنا وعاداتنا ومفاهمنا , وعندما نتكلم عنه فنحن نتكلم عن انفسنا وهنا لابد ان ننظر لانفسنا ونقيمها هل هي تسير وفق معتقداتنا ومفاهيمناوطموحاتنا واهدافنا , ومن ثم ننظر ونتسأل هل يسير وفق ما نحن عليه ؟ فنحن كلما كانت قيمنا عالية واهدافنا سامية وطموحتنا مشروعة , سيكون الناتج مجتمع سليم ياخذنا نحو الغد المرجو .
فقد تجلى للباحثين في الأيام الأخيرة أن الناس كلهم على اختلاف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم ودينهم جسم عضوى واحد، فكل أمة تؤثر في الأمم الأخرى وتتأثر بها في صنائعها وعلومها وأخلاقها، فليست أمة من الأمم غنية بمعادنها وصنائعها وعلومها عما حولها، بل ترى أن الله قد قسم الخيرات على العالم، فأمة غنية بالحبوب ولكنها في حاجة إلى المعادن، وأخرى على العكس منها وهكذا، وكل ينفع وينتفع.
هذا هو شأن المجتمعات والأفراد، وكل فرد فيها عضو من أعضائها، ولا يخلو إنسان من ارتباطه بمجتمعات كثيرة، فكل إنسان عضو في أسرة، وفي مدينة، أو قرية، وفي أمة، وفي العالم بأسره.
ومن المجتمع يستمد الفرد كل شيء من مأكل وملبس ومسكن وعلم وخلق، ولو جرد الإنسان من كل شئ ناله من المجتمع ما بقي له شئ، فجسمه وعقله وخلقه منحة من منح المجتمع.
وكما أن العضو إذا انفصل من الجسم مات ولم تعد له حياة كاليد تفارق الجسم، والورقة تفارق الشجرة، فكذلك الإنسان إذا انفصل من مجتمعه أدركه الفناء، ولم تكن له قيمة، لأن أعمال الإنسان وأغراضه وعاداته لا تقوم إلا بالنظر إلى المجتمع، فليس الصدق خيرا ولا الكذب شرا إلا لإنسان يعيش في مجتمع، ولولا ذلك لم يكن أحدهما خيرا والآخر شرا.
فالفرد هو الذي يعمل ويبني ويعمر ويطور مجتمعه من خلال تعايشه مع من حوله.. اذن لا مجتمع بدون افراد ولا افراد بدون مجتمع.
و اذا ما ارادت الامم ان تتقدم في الجوهر لا الشكل — فالتبدء بالانسان , فبناء الانسان هو الدعامة الاساسية لاية بناء اخر — ونحن لا نخترع العجلة فهناك امم بدات معنا نهضتها عندما نهجت ما اقوله — “بناء الانسان اولا “.
فتحولت من امة قراصنة وبرابرة ولصوص الي ما نسميها الان كوكب — ومن امة مدمنة للافيون والحشيش الي امة في المصاف الاول ” امة المليار” وامة كانت تحت ركام الفقر والعوز الي مصاف الامم المتقدمة في كل نواحي الحياة ومن دول كانت تصنع لعب الاطفال الي ان وصلت برقي الانسان ان يكون في مقدمة الانضباط البشري , فماذا نحن فاعلون ؟؟.
الحاجة إلى دراسة الإنسان
قال أوجستين Augustine: «إن الإنسان يتعجب من البحر المائج والماء المندفع ومنظر السحب وأشكالها، ونسي أن أكثر العجائب دعوة للعجب هو الإنسان نفسه.»١
والحقيقة التي نلمسها في هذا التعبير تبرر دراسة الإنسان. فكلمة الأنثروبولوجيا كلمة مُركَّبة مستمدة من اللغة الإغريقية، القسم الأول منها أنتروبوس Anthropos بمعنى إنسان، ولوجيا Logia بمعنى دراسة. فالإنسان أعظم عجائب العالم يستحق دراسة خاصة به، حتى ولو لم تكن نتائج هذه الدراسة سوى مجرد إشباع الرغبة في الغوص في أعماق العقل الإنساني. ولكن دراسة الأنثروبولوجيا أكثر من هذا، فهي في الحقيقة تؤدي إلى زيادة معلوماتنا عن الإنسان، ويترتب عليها زيادة القوة التي تمكننا من فهم القوى البيولوجية والوراثية لدى الإنسان وضبطها إن أمكن، كما تساعد على تشكيل حضارة ومجتمع الإنسان. وهكذا فإن الأنثروبولوجيا أداة فعالة في يد الإنسان؛ لأنها تؤدي إلى فهم طبيعة الإنسان ومحاولة إيجاد أسس علمية ومنهجية لفهم مشكلاته وتطوير مجتمعاته بطريقة أكثر اتفاقًا مع كم الظروف البيئية والتاريخية والاجتماعية. والحقيقة أنه لا غنى لكثير من العلوم الاجتماعية عن نتائج الدراسة الأنثروبولوجية
اهمية علم الانثربولوجي
هو العلم الذي يدرس الانسان واعماله , لذلك فهو ذو صلة تتفاوت قربا وبعدا بكافة العلوم الاخري التي يحويها محيط المعرفة الانسانية كها , وتتسع لتضم كل ما يخدم الانسان وطموحاته في المستقبل القريب والبعيد وحيثما يحيا .
وهنا نقف امام الدراسات التي تدرس سلوك الافراد التي نراها من حين لاخر ونحن نسعي الي البناء ويقابل ذلك من الافراد بشكل عدائي وشاهدنا ذلك بعد تبطين الترع وقيام الافراد بالقاء مهملاتهم وقمامتهم بالترع وافساد المجهود الذي بذل فيه الجهد والمال والوقت والتعدي علي املاك الدولة والبناء علي الاراضي الزراعية والقاء المخلفات والتعدي علي النهر وتلوث مياهه وقطع الاشجار وافساد البيئة الخضراء وتحويلها للتصحر والاخلال البيئي , اضافة للتلوث السمعي والبصري في الفن والعمارة ونوضح
مفهوم السلوك السلوك هو عبارة عن مجموعة من الاستجابات والتفاعلات ما بين الفرد والبيئة المحيطة، حيث تشكّل البيئة المثيرات التي تتحكّم في استجابات الأفراد الذين يخضعون لها، فالسلوك هو ردود أفعال مكتسبة من البيئة المحيطة بالفرد، وكلّما كان سلوك الفرد منضبطاً كان إيجابياً، وكلّما تكرّر تحول إلى عادة سلوكية تلقائية، وللسلوك العديد من الخصائص ومنها: قابلية التنبؤ، وقابلية الضبط، وقابلية القياس. نظريات تشكيل السلوك تحاول نظريات السلوك تفسير الأسباب وراء ظهور سلوك معين عند الأفراد دون غيره، والبحث حول الأسباب الكامنة وراء تغيير السلوك الفردي، وعادة ما تهتم هذه النظريات بدراسة البيئة المحيطة والسمات الشخصية للأفراد، ومن هذه النظريات: نظرية التحليل النفسي صاحب هذه النظرية هو فرويد، ويعتقد أن السلوك البشري ناتج عن مجموعة من الصراعات بين مكوّنات الشخصية على النحو الآتي:هي عبارة عن مخزون من الغرائز الإنسانية التي تتمثل بغريزة العدوان، وغريزة الجنس. الأنا، هي التي تمثل المحرك والضوابط التي تتحكم بالهوا، والأنا العليا هي الضمير الذي يشعرنا بالذنب عند أي خطأ، فنظرية التحليل النفسي تعتقد أن تشكيل السلوك الإنساني يحمل طابعاً بيولوجياً بحتاً، حيث يولد الطفل وهو حامل لغرائز الجنس والعدوان التي تصبح فيما بعد في حالة من التصادم والصراعات مع قيود المجتمع وضوابطه ممّا يؤدّي إلي تشكيل السمات الشخصية للفرد فيما بعد. النظرية السلوكية من أهم منظري هذه النظرية بافلوف، حيث أكّد بافلوف على أنّ السلوك البشري يتكون من مثير، واستجابة، في حين أطلق سكنر نظريته المعروفة بالإشراط الإجرائي، وتنصّ هذه النظرية على أنّ جميع أنواع السلوكيات السويّة منها وغير السوية تأتي عن طريق التعلم، مع وجود مدعّمات للسلوك كالتعزير والعقاب. النظرية البيئية تبيّن هذه النظرية أنّ السلوكيات البشرية ناتجة عن تفاعل ما بين الفرد والبيئة، وأنّ السلوكيات غير السوية ناتجة عن عدم توافق ما بين سلوك الفرد والبيئة، وتعتقد البيئية بوجود عدّة عوامل تؤثر في سلوك الفرد كالأسرة، والمدرسة. النظرية البيوفيسيولوجية يعتقد أصحاب هذه النظرية أن العوامل البيولوجيا هي التي تؤثر بشكل أساسي بمسلكيات الأفراد، فالسلوك قد يكون ناتج عن عوامل عصبية وراثية، وقد يكون الاضطراب السلوكي عند الفرد ناجماً من مزيج تفاعلي وراثي وبيئي في الوقت ذاته، وبالتالي فإنّ هذه النظرية لا تنفي العامل البيئيّ وإنّما تؤكد على أنّ البيئة وحدها ليست كافية لتشكيل سلوك الفرد، وإنّما يوجد أيضاً عوامل نمائيّة، ووراثيّة، وإدراكيّة.
فكيف يتحقق بناء الإنسان المصري، وما دور الحكومة والشعب تجاه مشروع الدولة لإعادة بناء الإنسان والشخصية المصرية؟
فبناء الإنسان يبدأ بالأخلاقيات ببرنامج علمى متطور يبدأ من الحضانة ويتدرج للإعدادى والثانوى وأهمها غرز القيم الأخلاقية منذ الصغر وليس فى طابور الصباح، وإلقاء الأناشيد المعروفة، ولكن فى الحفاظ على نظافة المكان واحترام المعلم بحب، وليس بالضرب والعنف بل يجب أن نهتم بتنمية المواهب وتهيئة الأماكن التى يستطيع الطفل من البداية أن يمارس فيها ما يحبه دون قهر أو تعليمات، وغرز الالتزام بقيمة الوقت، إلى جانب إبراز القيم الأخلاقية فى الأديان، لأنها قيم عامة وإنسانية، وسماع الأغانى والموسيقى الراقية، كما قال أستاذنا عبدالقادر القط: «إن سماع الموسيقى والأغانى الفجة يغلظ الإحساس» والموسيقى الراقية والأغانى التى تصاحب هذه الموسيقى ترقق الإحساس ولذلك نحن نطلب من المتخصصين كيف حقق «أوكا وموكا» هذه الشعبية؟ ومن الذى يستسيغ هذا الشكل من الموسيقى مع احترامى للشعب المصرى، ويجب أن نعرف الأسباب حتى نعالج الأمر بدقة وحرفية، وهل هذه الموسيقى سمة المرحلة التى نحن فيها؟ نريد الرد؟ وكذلك دور الإعلام الفاشل الذى يهزم الإنسان المصرى كل يوم من نشر قيم الكراهية والكذب والدعاية الفجة وعدم إعطاء الفرصة للمواطن أن يستعمل ويعمل عقله حتى يستوعب ما يدور من حوله. ومن أهم المناطق التى يجب أن نهتم بها لبناء الإنسان المصرى العصرى فى الريف وهو محروم من كل ألوان الثقافة والفن وكذلك فى المحافظات البعيدة وعندنا الحل موجود بكثافة فى قصور الثقافة التى أعتبرها بالفعل قصور وهى فارغة من التفعيل الآن، ويجب فتحها فى المحافظات البعيدة للصغار وإظهار إبداعاتهم وتشجيعهم على الاستمرار فى هذا الإبداع
وكل ذلك لا يتم إلا باستراتيجية علمية محكمة ونتوقف عن الكلام فى موضوع بناء الإنسان شكلا ونأخذ الموضوع بجدية وتشكيل هيئة دائما من المتخصصين وليس الهواة الفهلوية ولابد ان يختفي الواد يويو المببراراتي لكي نضمن وضع خطة متكاملة فى جميع المجالات التى ذكرناها يصاحبها خطة زمنية لتحقيق هذا الهدف والأهم هو تقييم كل ما يتحقق كل فترة حتى نعرف الأخطاء التى مورست أثناء التطبيق وتعديلها ومن خلال الإجراءات العملية، التى ستظهر من خلال ممارسة أفكار جديدة وهذا لا يتأتى إلا بإطلاق حرية التعبير ورفع كل القيود عن المفكرين المبدعين المتخصصين حتى يتفاعل المجتمع كل مع هذه المنظومة والعمل على نجاحها، ويجب العمل على إنهاء الأمية فى مصر فعدد المصريين الذين لا يكتبون ولا يقرأون نحو 27 مليون مواطن مصرى وهذا رقم مخيف، ولقد اقترح من زمن أن يقوم كل خريج من الجامعات بمحو أمية 10 أفراد على الأقل ولا يعمل فى أى مجال قبل أن يقوم بهذا العمل ويعطى شهادة تكون من مسوغات مقبولة فى أى وظيفة. وبعد وضع القواعد التى سنعمل على أساسها فكرة بناء الإنسان بشكل جدى، يجب أن تبدأ على الفور بتدريب الدعاة الذين سوف يقومون بهذا العمل المجيد من خلال شباب جديد ويبتعد كبار السن أصحاب الأفكار القديمة التى عفا عنها الزمن عن هذا الموضوع تماما لأن جيل الشباب كما نقول دائما عنده الأفكار ويتقبل فكرة التغيير من خلال آليات حديثة لا يعرف استخدامها الكبار عنها شيئا مع التنويه أن القضية مجتمعية فى الأساس ويجب أن يشارك كل المواطنين فى تحقيق ه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock