مقالات

الدكروري يكتب /عن الخليل يشتاق إلي الولد

الدكروري يكتب/ عن الخليل يشتاق إلي الولد

الدكروري يكتب عن الخليل يشتاق إلي الولد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت كتب السير، أن نبي الله الخليل إبراهيم نفسه اشتاقت إلى الولد، ولم يكن الله قد رزقهما، فأرادت، بحكمتها البالغة ومراعاة لمشاعر زوجها وإدراكها للأمور جيدا، أن تختار له زوجة أخرى، فكانت السيدة هاجر التى أنجبت له نبى الله إسماعيل عليه السلام، وحسب كتاب التاريخ والسير أيضا، وجدت الغيرة طريقها إلى قلب سارة، وربما أحست تراجع مكانتها فى قلب زوجها، فطلبت منه أن يأخذ هاجر بعيدا، وهو ما حدث، فاصطحبها إلى صحراء مكة، بأمر من الله، ليتركها بصحبة رضيعها فى تلك الصحراء وتمتثل هاجر لأمر ربها بصدق، وبدأ نبي الله الخليل إبراهيم يناجي ربه ليساعده ويعينه على التوفيق بين الزوجتين. 
inbound2165800177175523320
فبشّره الله تعالى بولد آخر من سارة، فقال تعالى ” فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا، إن هذا لشيء عجيب، قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد” وبعد أن أصبح عمر إسماعيل عليه السلام خمس سنين أنجبت السيدة سارة نبي الله إسحاق عليه السلام، فصار لإبراهيم عليه السلام ولدان، إسماعيل من هاجر، وإسحاق من سارة عليهم السلام أجمعين، بعد ذلك أمر الله سبحانه وتعالى، إبراهيم الخليل لحكمة يعلمها تعالى أن يُخرج إسماعيل وأمه هاجر إلى مكان بعيد عن سارة التي ازداد غمها وهمّها بسبب هاجر وولدها، بعد أن أصبح عندها ولدا أيضا، فأطاع نبي الله الخليل إبراهيم أوامر ربه وخرج بزوجته وولده.
 
وكان كلما وصل إلى مكان فيه زرع وشجر، قال هاهنا يا رب؟، فيقول جبريل امضى يا إبراهيم، وظل يمشي هو ومن معه حتى وصلوا إلى مكة المكرمة في وادى غير ذي زرع كما قال تعالى، وعندما أراد نبي الله الخليل إبراهيم أن يتركهما في ذلك المكان القاحل، حيث لا ماء ولا كلأ، وليس معهم إلا كيس تمر وقربة ماء، فخافت هاجر كثيرا على نفسها وعلى ولدها من الهلاك، فصارت تتمسك بإبراهيم لتمنعه من الذهاب وتقول له يا إبراهيم، إلى أين تذهب وتتركنا في هذا المكان الذي لا أنيس فيه ولا زرع ولا ماء، ألا تخاف أن نهلك هنا جوعا وعطشا؟، فرقّ قلبه عليهما ولكنّ هذا أمر ربه وليس له حيلة في هذا الأمر، ولكن هاجر ألحّت عليه كثيرا في السؤال، فقال لها إن الله هو الذي أمرني بترككم في هذا المكان. 
ولن يضيعكم الله تعالى، فسكتت السيدة هاجر وقالت بعد ذلك “إذن لا يضيعنا” ففى صحراء مكة القاحلة، مترامية الأطراف، تركها زوجها بصحبة طفلها الرضيع ومضى فى طريق عودته، تاركا لهما تمرا وماء، وعندما سألته أتتركنا فى هذا الوادى دون أنيس، لم يلتفت إليها، متيقنا أن الله لن يضيعهما أبدا، إنها السيدة “هاجر” زوجة نبى الله إبراهيم عليه السلام، فمنذ اللحظة الأولى أيقنت السيدة هاجر رضى الله عنها، المعنى الحقيقى للإيمان بالله تعالى، وصدق وعده لنبيه عليه السلام، فقدمت أروع الأمثلة فى الطاعة عندما قالت دون تردد “إذن فإن الله لن يضيعنا” فاستحقت المكافأة الإلهية بأن وفاها الله وأجزل فضله عليها فعطر ذكرها وأعظم ذكراها ودفنها بجوار بيته وآنسها فى وحشتها ورزقها وطفلها من حيث لا تحتسب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock