مقالات

الدكروري يكتب عن وصول الملائكة إلى قرية سدوم

الدكروري يكتب عن وصول الملائكة إلى قرية سدوم

الدكروري يكتب عن وصول الملائكة إلى قرية سدوم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كان بعد وصول الملائكة إلى قرية سدوم، قد نزلوا ضيوفا على نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام، فاستقبلهم بحفاوة، وكانت وجوه هؤلاء الرجال غاية في الحسن، لذا خاف عليهم من قومه، وما هي إلا لحظات حتى سمع طرقا على الباب، فإذا بجمع من القوم ومعهم زوجته التي أخبرت القوم عنهم، فأسرعوا يطالبون لوطا بتسليمهم الضيوف، فخاف لوط على ضيوفه، لكن الملائكة طمأنوه،
inbound5033794138862626952
وطالبوا منه ألا يخاف، وأخبروه أنهم ملائكة الله، وأنهم سينقذون لوطا ومن آمن معه من العذاب، قبل أن ينزل الله غضبه وعذابه على هؤلاء القوم، فأبلغ لوط المؤمنين بأمر الله أن يغادروا القرية المغضوب عليها فورا، وما كاد الليل يحل حتى غادر لوط عليه السلام ومن آمن معه قرية سدوم، حتى إذا ابتعد عنها جاء أمر الله.
وفي صباح يومهم تزلزلت الأرض في هذه القرية بزلزال عظيم دمر البيوت، وجعل عاليها سافلها، فمُحيت قرية سدوم من الوجود، وأهلها الفاسدين، ولم يبق لهم أى أثر، وحسب المصادر المسيحية تقول، أنه استوطن قوم لوط عليه السلام مدنتى سدوم، وعمورة، كما ذكر في الكتاب المقدس في الآية الرابعة والعشرين ” فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء ” بينما لم يذكر القرآن الكريم مكان قوم لوط بشكل قطعى، إنما استدل العلماء على المكان عن طريق تفسير النصوص القرآنية المذكورة، وإن حديثا، قد تمكن علماء الآثار من تحديد موقع مدينة سدوم وهى في منطقة تسمى تل الحمام حاليا، وتقع شمال شرقي مصب نهر الأردن، على بُعد أاربعة عشر كيلو متر شمال البحر الميت.
حيث تم العثور على أحواض صخرية عملاقة في المنطقة، إلى جانب العديد من الشواهد الصخرية، والدولمن أو المناطير، وهي طاولات حجرية ضخمة، مكونة من الصخور الصوانية الكبيرة، وتقسم الآثار المعثور عليها في المدينة إلى قسمين وهما سُفلى، وعُلوى حيث يحتوي الجزء العلوي من المدينة سورا ضخما يحيط المدينة، وهو مصنوع من طوب طينى قد بناه سكان المدينة الأوائل لحماية المدينة وتحصينها، ويرجع إلى العصر البرونزى للمدينة، وعُثر أيضا على بوابة ضخمة ترجع إلى العصر الحديدى، وتقع في الجزء الشمالى من المدينة، وتضم بُرجين ضخمين، وتحت طبقات من الرماد، عُثر على منزلين، يعود أحدهما إلى العصر البرونزى، أما الآخر فيعود إلى العصر الحديدى. 
ويضم مطبخا، وقد عُثر في الجزء السفلى من المدينة، على مبنى ضخم، ارتفاعه متران، ويرجع إلى العصر الحديدى كما عُثر على العديد من المنازل التي تعود إلى العصر البرونزى، وتحتوي أدوات منزلية من الفخار، بالإضافة إلى ساحة رئيسية ممهدة بالكامل بالطين الصلب، ويقع عند مدخلها برجان ضخمان متوازيان في البناء، وكان اكتشاف المدينة بدأت في كانون الأول من عام ألفان وخمسه ميلادى بعمليات التنقيب في منطقة البحر الميت للبحث عن آثار مدينة قوم لوط المذكورة في النصوص المسيحية، وكانت هذه المجموعة الاستكشافية بقيادة عالم الآثار ستيفن كولينز، من جامعة ترينيتي في نيو مكسيكو، تحت إشراف دائرة الآثار الأردنيه، واستمرت عمليات التنقيب عشر سنوات، حتى تشرين الأول من عام ألفان وخمسة عشر ميلادى حيث أعلنت البعثة اكتشاف آثار في المدينة، ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock