مقالات

الدكرروي يكتب عن يؤتكم كفلين من رحمته

الدكرروي يكتب عن يؤتكم كفلين من رحمته

الدكرروي يكتب عن يؤتكم كفلين من رحمته 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد نقل الإمام القرطبي في شأن نبي الله ذا الكفل أن الذي عليه الجمهور أنه ليس بنبي، وهذا يخالف ما نُقل عن أكثر المفسرين، وقد توقف شيخ المفسرين الطبري في هذا الأمر، فلم يقطع بنبوة ذي الكفل، ولم يقطع بكونه غير نبي، وقد استدل الرازي على كون ذي الكفل نبيا بأدلة ثلاثة، وهي أن ذا الكفل يحتمل أن يكون لقبا، وأن يكون اسما، والأقرب أن يكون مفيدا، لأن الاسم إذا أمكن حمله على ما يفيد، فهو أولى من اللقب، إذا ثبت هذا، فيقال الكفل، وهو النصيب، حيث قال الله تعالى كما جاء فى سورة الحديد ” يؤتكم كفلين من رحمته” والظاهر أن الله تعالى إنما سماه بذلك على سبيل التعظيم، فوجب أن يكون ذلك الكفل، هو كفل الثواب، فهو إنما سمي بذلك، لأن عمله وثواب عمله كان ضعف عمل غيره.
inbound8318384394122707533
وضعف ثواب غيره، ولقد كان في زمنه أنبياء، ومن ليس بنبي لا يكون أفضل من الأنبياء، وأن الله سبحانه وتعالى قرن ذكره بذكر إسماعيل وإدريس، والغرض هو ذكر الفضلاء من عباده ليتأسى بهم، وذلك يدل على نبوته، وأن السورة ملقبة بسورة الأنبياء، فكل من ذكره الله تعالى فيها فهو نبي، ولم يتعرض القرآن الكريم لقصة هذا النبي الكريم من قريب أو بعيد، بل غاية ما فعل أن ذكره ضمن عدد من الأنبياء، وصفهم بالصابرين والأخيار، ومن قصة ذي الكفل فيما ورد عن بعض الروايات، أن إبليس جعل يقول للشياطين عليكم بفلان، فأعياهم ذلك، فقال دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار، إلا تلك النومة فدق الباب. 
فقال ذو الكفل من هذا؟ قال شيخ كبير مظلوم، فقام ذو الكفل ففتح الباب، فبدأ الشيخ يحدّثه عن خصومة بينه وبين قومه، وما فعلوه به، وكيف ظلموه، وأخذ يطول في الحديث حتى حضر موعد مجلس ذو الكفل بين الناس، وذهبت القائلة، فقال ذو الكفل إذا رحت للمجلس فإنني آخذ لك بحقّك، فخرج الشيخ وخرج ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام، لكن الشيخ لم يحضر للمجلس، وانفض المجلس دون أن يحضر الشيخ، وعقد المجلس في اليوم التالي، لكن الشيخ لم يحضر أيضا، ولما رجع ذو الكفل لمنزله عند القائلة ليضطجع أتاه الشيخ فدق الباب، فقال من هذا؟ فقال الشيخ الكبير المظلوم، ففتح له فقال ألم أقل لك إذا قعدت فاتني؟ فقال الشيخ إنهم اخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد قالوا لي نحن نعطيك حقك.
وإذا قمت جحدوني، فقال ذو الكفل انطلق الآن فإذا رحت مجلسي فأتني، ففاتته القائلة، فراح مجلسه وانتظر الشيخ فلا يراه وشق عليه النعاس، فقال لبعض أهله لا تدعن أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق عليّ النوم، فقدم الشيخ، فمنعوه من الدخول، فقال قد أتيته أمس، فذكرت لذي الكفل أمري، فقالوا لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحدا يقربه، فقام الشيخ وتسوّر الحائط ودخل البيت ودق الباب من الداخل، فاستيقظ ذو الكفل، وقال لأهله ألم آمركم ألا يدخل علي أحد؟ فقالوا لم ندع أحدا يقترب، فانظر من أين دخل، فقام ذو الكفل إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه؟ وإذا الرجل معه في البيت، فعرفه فقال أعدُوّ الله؟ قال نعم أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock