دين ودنيا

الدكروري يكتب عن نبي الله هود مع قومه

الدكروري يكتب عن نبي الله هود مع قومه

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد مكث نبى الله هود عليه السلام ما شاء الله له أن يمكث في قومه، ودارت بينه وبين قومه جلسات حوار ومناظرة، واستخدم معهم وسائل الإقناع وطرائق التأثير، ورغب ورهب، ولان وترفق، حتى مل قومه هذا الحوار وتلك النصائح فقالوا له ” سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين ” وأعلنوها صراحة أن طريق الآباء هو الحق والهدى، وكان عقب الطوفان الذي حدث لقوم نبى الله نوح عليه السلام لم يبقى على الأرض سوى المؤمنون الذين نجاهم الله في السفينة مع نبى الله نوح عليه السلام، وبعد أن توفاه الله نشأت أقوام متعددة ونسوا التوحيد وأشركوا بالله وبدأوا يعودون إلى عبادة الأوثان، فقد قال أحفاد قوم نبى الله نوح عليه السلام لا نريد أن ننسى آبائنا الذين نجاهم الله من الطوفان.

وصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها، وتطور هذا التعظيم جيلا بعد جيل، فإذا الأمر ينقلب إلى العبادة، وإذا بالتماثيل تتحول بمكر من الشيطان إلى آلهة وقام الناس بعبادتهم مع الله، وعادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية، وأرسل الله نبى الله هود عليه السلام إلى قومه، وهم قوم عاد الذين عبدوا الأصنام وأشركوا بالله، ويقول من لا ينطق عن الهوى رسول الله صلي الله عليه وسلم “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته” وقد أمر الله سماءه فأمسكت وأرضه فأجدبت فعاشت عاد تتشوف غيث السماء وتتحين، فبينما الطغاة والمعاندون وأتباعهم في لهوهم سادرون وفي غيهم لاهون، إذ أذن الله لجند من جنده أن يتحرك، أذن للهواء الساكن أن يضطرب ويهيج ويثور، فإذا هو يسوق السحاب سوقا.

فلما رأوها مقبلة اوديتهم استبشروا وقالوا هذا عارض ممطرنا، وقال الله تعالى فى سورة الأحقاف ” بل هم ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم” أى هى ريح باردة عاتية فقال فيها الله عز وجل كما جاء فى سورة الذاريات ” ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ” وهى ريح عقيم، قال عنها رب العزة سبحانه وتعالى فى سورة الأحقاف ” تدمر كل شئ بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزى القوم المجرمين ” وسخرها عليهم المنتقم الجبار سبع ليال وثمانية أيام، ومن قوتها أنها كانت تحملهم إلى أعلى، فتتصاعد أجسادهم إلى السماء ثم تنكسهم على رؤوسهم، فتندق أعناقهم، وهذا جزاء المستكبرين في الدنيا تراهم صرعي، فقال الله تعالى فى سورة الحاقة.

” سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، فهل ترى لهم من باقية ” ويقول رب العزة سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم ” وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون ” وأنه كان بعد قوم نوح عليه السلام والطوفان، لم يكن هناك قلب واحد كافر فى الأرض، ومرت سنوات وسنوات، ومات الآباء والأبناء، نسى الناس وصية نبى الله نوح عليه السلام وعادت عبادة الأصنام وبخبث الشيطان عادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية، وأرسل الله نبى الله هود عليه السلام إلى قومه، وكان هود عليه السلام من قبيلة اسمها “عاد” وكانت تسكن مكانا يسمى “الأحقاف”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock