حوار مع الفنانة التشكيلية / سناء هيشري
حاورها / محموددرويش
فنانة تشكيلية متميزة من تونس، موهبتها التي صقلتها مع الزمن جعلتها تحلق الى فضاء واسع سيعا لتحقيق جملة من الطموحات و الآمال التي تسيطر عليها. شاركت لوحاتها في العديد من المعارض المحلية و الدولية و نالت العديد من الجوائز و من هذا المنطلق فتحنا معها الحوار الآتي:
1- في البداية كيف تقدم ” سناء هيشري ” نفسها للقارئ
سناء هيشري فنانة تشكيلية ، باحثة و استاذة فنون جميلة ، بلجيكية من اصول تونسيّة ، ارتبط اسمي بالاكاديمية الملكية للفنون الجميلة ببروكسال، درّست الفن التشكيلي في تونس و الامارات العربية و بروكسال و سويسرا ، شاركت في عدة معارض في اروبا و الامارات و حاليا لوحاتي معروضة في “كالري بيكاسو” دبي كما ان مشاريعي الفنية مُتعدّدة
و قد عالجت رسالات و مواضيع مختلفة كموضوع الابواب و الخيل و غيرها من المشاريع الفنية
بينما تبقي المرأة المُلهمة رقم واحد منذ قرابة 7 سنوات في اعمالي الفنية التي تفنّنت و ابدعت في رسمها، تلك الانثي بجمالها الداخلي و الخارجي
تجاوزتُ و تخطّيت حدود القواعد الفنية بعد دراستي في المدرسة الاكاديمية ببروكسال وبمُجرّد اخذي للعديد من الدورات الفنّيّة لدي اكبر الفنانين التشكليين في باريس و بروكسال و تونس
اتولدتْ لديّ رغبة في النمو و المزيد من التّطوّر فأنشأتُ قواعد قنّية تشكيلية خاصَة بي
لقد حدّدتُ مصيري و مُهمّتي كفنانة تشكيلية من خلال اكتشافاتي و بحثي لتقنيات جديدةً غير مُتعارف عليها و الخارجة عن نطاق الرسم كخامات للابداعات
كونيي فضوليّة و جريئة في اعمالي الفنّيّة هذا ما ساعدني علي تنمية الابداع و الابتكار و تحسين و إثراء عالمي الفني و رسم لوحات بعدّة طرق مختلفة
عندما أرسم لوحاتي لا أضغط علي نفسي من أجل
الإمتثال و الارتقاء لتوقّعات النّاس و لا أنتظر إعجاب
المُتلقّي لكي لا أُراهن مُتْعتي الشخصيّة بذوق الآخرين
أرسم علي حسب تطلّعات نفسيتي و مُيولاتي و أشواقي
ذوق، بساطة و تناسق في الالوان هذا ما احرص عليه في الرسم كما اني اسعي علي ان تكون الواني انيقة و جميلة بتناسقها و تباينها علي لوحاتي لِتُضفي الجاذبية بطريقة تتكلّم عن نفسها،
2- كيف تقرئي طفولتك ؟ أ ين قضيتها ؟
طفولتي هو عالمي الخيالي ، نعم أُسمي طفولتي بكوكب خيالي الذي عشته في صغري و قضّيتُها بين الخيال في الرسم و الابداع علي الورق المقوّي و تصميمي الدّمي بالقماش ليس للعب بها و لكن لِأُرضي نفسي و أُشبعها بالابداع و الابتكار و كتابتي لألغاز علي دفتر صغير بطولتها شخصيات من الواقع ، تحليلي و بحثي منذُ صغري و منذ طفولتي ماشاء الله كنت فضوليّة في كشف الحقيقة المخفيّة و رسمها و تلوينها بشتّي الالوان
هذه طُفولتي التي قضيتُها بفضل الله بين الابداع و الرسم و التصميم تارة و الكتابة تارة اخري لقد كانت طفولتي مُميّزة تمتّعتُ بها و الحمد لله بسبب خيالي و عشتُ في عالمي الذي اخترتُه !
3- بما تأثرتي في بداياتك وماهي أول لوحة لك ؟
التأثير كلمة ليست في قاموس مبادئي
منذ صغر سنّي لا أُحبّ التّشبّه بأي شخص و كنت أُحبّ الاستقلاليّة من خلال صنعي الاشياء بمُفردي و بتصميمي و ابداعي الخاص بعيدة عن اي تأثير خارجي،
و في مسيرتي الفنية ابتعد كليّا من ان أتأثّر باي فنان و اي عمل فني ،
أن نتأثّر هو أن نبقي طفلاً و التأثيرات التي نمرّ بها تمنعنا من الاستقلاليّة فكيف و أنا اعشق الاستقلاليّة و الحرية
و المُخيف هو فقدان الحرّيّة عند التأثير بفنان معين و هذا هو السبب الذي يجعلني أُحرّر نفسي من كل تأثير من خلال الجرأة علي استخدام عقلي و التفكير بنفسي
ان ازور معارض فنية عالمية لكبار الفنانين التشكيلين و و ان أُواكب التطورات في مجال التشكيل و الثقافة و الآدب كلها مؤثرات تُلهمني لا غير !
استلهم افكاري من المصممين و الشعراء و الكتّاب
و أتواصل مع أفكارهم و
طاقاتهم الإيجابية لأكتسب أبعادًا جديدة تُنمّي
عقليو تُغذّي فكري و تجعلني أتطوّر و أنْفتح للوصول إلذاك الإحساس القويّ ،ألا و هو الابداع بطُرق
لم يسبق لها مثيل
اتذكّر أوّل موضوع و بحث كان يتعلّق بالباب
رسمتُ لوحات تتجسّد أبواب بطريقة تشكيلية و بتقنيات مختلفة مزجتُ بين الالوان و النحت و الكاليغرافي
4- متى تحبي أن ترسمي وهل هناك وقت محدد للرسم ؟ ولماذا؟
ليس هناك وقت محدد للرسم بالنسبة لي ، و لكن افضل الأوقات عندي للابداع و التّفنن هو بعد طلوع الفجر عندما يكون الذهن صافي و عند الاسترخاء و الارتياح من التفكير ،
كذلك المشي علي شاطئ البحر و التّأمّل يساعدني كثيرا علي شحن طاقات ايجابيّة هي لحظات خالية من الضغوط ، لحظة شرود في البحر و لحظة حرّيّة لعقلي و راحة من اي ارهاق
لا أبذل الجهد في مطاردة الفكرة او المشروع الفني الذي أشتغل عليه، لأن حسب تجربتي الظغط و الكثير من التفكير لا يأتي بنتيجة فريدة
5- ماهي المدرسة الفنية التي تاثرت بها ؟
الكاتب الفرنسي اندريه بريتون مؤسس المدرسة السريالية
و الروسي فاسيلي كاندينسكي مُكتشف المدرسة التجريدية
و غيرهم من المجددين في الفن و المبتكرين المدارس و المذاهب التي أُحاول تجاوزها و خلق مدرسة خاصة بي
و منهج و مذهب فني بعيد عن الطرق التقليديّة و المُتعارف عليها و اترك بصمة خاصة من تونسيّة بلجيكيّة تبقي مدرسة للأجيال القادمة و تُسجّل في كتب التاريخ ان شاء الله
6- هل برأيك الفنان هو نتاج الدراسة الأكاديمية أم هو نتاج الحالة الإبداعية ؟
تعلّمتُ قواعد و أُصول الفن التشكيلي ثمّ كسرتها لإعادة ترميمها بطريقتي الخاصة المُميّزة و الفريدة ان شاء الله
اتحدّث عن نفسي كفنانة تشكيلية فحسب تجربتي اني درّستُ الفنون الجميلة في عدة مدارس و اهمّها الاكاديمية الملكية للفنون الجميلة ببروكسال و لكن لم اقبل ان اقف عند
ذلك المستوي التعليمي
اردت تنمية و تطوير قُدراتي الفنية فألتجأت الي البحث و الاكتشاف و الخروج من قوقعة الفنون الكلاسيكية و التحليق في عالم جديد من خلال كسري للقواعد المتعارف عليها
و استعمالي لمواد و خامات جديدة و مبتكرة بكل جرأة و لكن بحكمة،
هذا هو مبدئي في الفن التشكيلي تجاوز الأمل و اعتناق التّحديات و الاكتشافات و البحوث لتحقيقالتّميّز و الفرادة و النجاح
7-كيف تقيّم الحركة الفنية التشكيلية في الوطن العربي؟
لوطننا العربي حضارة و تاريخ عريق في الفنون التشكيلية الذي تطوّر عبر السنين بفضل تميّز بعض الفنانين و حرصهم علي اكتشاف تقنيات جديدة و رفضهم للتقليد
كما ان المرأة العربيّة أخذت مكانها و حقوقها بين جيل ذكوري في الوسط الفني و الذي كان حصري علي الرجال
اليوم نجد 80% من حضور للمرأة الفنانة و المبدعة في الساحة الفنية و التي تسعي لتتعلّم الفنون الجميلة علي أُصولها لتبعث برسائل للعالم و لتُساهم في رقي و تطوّر وطنها
يبقي الفن التشكيلي مهمّش في الوطن العربي ، قلّة المعارض و قلّة الدعم الاعلامي للفنان و هذا ما يُسبّب في عدم انتشار الفن و الثقافة العربيّة و اظهار تقدّمها و تميّزها بالرغم بان العالم العربي ثريّ بقامات فنية مُبدعة و مبتكرة للتقنيات التشكيلية الفريدة
8- ما هى مشاريعك القادمة فى عالم الفن التشكيلى
اعتبر حياتي و ايامي كلّها مشاريع، يعني مشاريعي الفنّيّة موجودة و حاضرة معي كل يوم
حسب رأيي الخاص المشاريع الفنية مُهمّة فهي
تُحقق مُتعة
الابتكار و التجديد و الابداع و البحث و السعي لخلق فن جديد و تقنيات حديثة و رسالة فنية كل هذه اعتبرها مشاريع فنّيّة أتعايش معها كل يوم من اجل هدف كبير و ليس مكسبه الوحيد هو الربح،
10- كلمة أخيرة للقراء فى الوطن العربى المحبين للفن التشكيلى
اللوحة قيمة فنية تحتاج للاهتمام و الرعاية و العناية لا تستخفّوا بهيبة و رقي و قدرة اللوحات الفنيّة
علي تحويل أسوء حالة نفسيّة الي أفضلها مجرّد النظر و التعمّق في ألوانها
مُحبي الفنون الجميلة و بالتحديد الفن التشكيلي قليلون
انا اقول دائما ان للفنّ التشكيلي ناسه الراقية التي تغير عليه و تحتضنه من خلال زيارتهم للمعارض و قرائتهم للرسائل الفنية و حبّهم الالوان و اقتنائهم للوحات التي تُضيف جمال و رقي لمنازلهم