الدكروري يكتب عن وصية الخليل لولده إسماعيل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لما أحس نبي الله الخليل إبراهيم عليه السلام، بقرب وفاته، أوصى ابنه إسماعيل عليه السلام، أن يقوم بخدمة بيت الله الحرام، ويدبر شؤونه، وهكذا كان، فبعد وفاة إبراهيم عليه السلام، قام إسماعيل برعاية البيت والسهر على شؤونه، ثم إن الله سبحانه وتعالى نبأه وأرسله إلى العماليق وقبائل اليمن، فأخذ
ينهاهم عن عبادة الأوثان ودعاهم إلى عبادة الرحمن، الواحد الأحد الفرد الصمد، فآمن بعضهم وكفر آخرون، والنبي إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، هو أبو العرب، وعاش مائة وسبعا وثلاثين سنة على مايذكر الرواة، وقد رزق عليه السلام، من الأولاد اثنا عشر ذكرا هم فائت، قيدار، إربل، ميم، مسمع، دوما، دوام، ميشا، حداد، حيم، قطورا، وماش، ويذكر أن نبي الله إسماعيل عليه السلام.
لما أحس بدنو أجله، أوصى إلى أخيه إسحاق بتدبير شؤون البيت الحرام، وتوفي عليه السلام، ويقال أنه دفن في المسجد الحرام في المكان الذي فيه الحجر الأسود، ومات عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة بعد أن أدى رسالة ربه وبلغ ما أمره الله بتبليغه، ودعا إلى دين الإسلام وإلى عبادة الله الملك الديان، ويقال أنه دُفن عليه السلام قرب أمه هاجر في الحجر، وتتضمن قصة نبى الله إسماعيل عليه السلام عددا من المضامين التي فيها العبر والمواعظ، وهي مواعظ عميقة قد تجلت فيها حكمة الله تعالى، وبدا واضحا فيها تربية الأنبياء ونشأة أبنائهم وأهلهم، وكيف أن إبراهيم عليه السلام امتثل لأمر ربه، وإن الحج المبرور هو الحج الذي وفيت أحكامه، ووقع موقعا لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل.
وله علامات يتحقق بها بر الحج، كما أن هناك أمورا تنافي ذلك، والناس يتفاوتون في حجهم تفاوتا عظيما، على حسب قربهم وبعدهم من هذه الصفات والعلامات، وأول الأمور التي يكون بها الحج مبرورا هو إخلاص العمل لله تعالى وهو ميزان الأعمال وأساس قبولها عند الله عز وجل، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغى به وجهه الكريم، فعليك أيها الحاج أن تفتش في نفسك، وأن تتفقد نيتك، ولتحذر كل الحذر من أي نية فاسدة تضاد الإخلاص، وتحبط العمل، وتذهب الأجر والثواب كالرياء والسمعة وحب المدح والثناء والمكانة عند الخلق، فقد حج رسول الله صلى الله عليه وسلم،على رحل رث، وقطيفة تساوي أربعة دراهم ثم قال “اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة”
وكذلك المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيجب على الحاج أن يحرص على أن تكون أعمال حجه موافقة لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولن يتم لك ذلك إلا بتعلم صفة حجه عليه الصلاة والسلام فهو القائل كما في حديث جابر رضي الله عنه “لتأخذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه” رواه مسلم، وكذلك الإعداد وتهيئة النفس قبل الحج وذلك بالتوبة النصوح، واختيار النفقة الحلال والرفقة الصالحة، وأن يتحلل من حقوق العباد، إلى غير ذلك مما هو مذكور في آداب الحج، وطيب المعشر، وحسن الخلق، وبذل المعروف، والإحسان إلى الناس بشتى وجوه الإحسان من كلمة طيبة، أو إنفاق للمال، أو تعليم لجاهل، أو إرشاد لضال، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر.
زر الذهاب إلى الأعلى