مقالات

الدكروري يكتب عن نبي الله زكريا مع السيدة مريم

الدكروري يكتب عن نبي الله زكريا مع السيدة مريم

الدكروري يكتب عن نبي الله زكريا مع السيدة مريم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد أثارت رؤية السيدة مريم عليها السلام عند محرابها شجونا كثيرة في نفس زكريا عليه السلام، وتعمق إيمانه بالله تعالى بعد أن رأى عجائب قدرة الله تعالى مع مريم عليها السلام فدعا ربه بأن يهبه الولد رغم غياب الأسباب

 الظاهرة فهو طاعن في السن، وزوجته عاقر، وتوجه بقلب مخبت إلى الله تعالى قائلا ” رب هب لى من لدنك ذرية طيبه إنك سميع الدعاء ” وكما جاء في سورة الأنبياء قال الله تعالى عن زكريا عليه السلام ” وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين ” ثم جاءت البشارة الإلهية عن طريق الملائكة تبشر زكريا بإجابة دعائه، حيث يقول الله تعالى ” يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ” وكان هذا المشهد من حياة نبي الله زكريا عليه السلام. 

الذي خلده القرآن الكريم تأكيدا على أن قدرة الله تعالى لا تقاس بالأسباب، ولا تفرضها القوانين، وإن أمر الله تعالى لا يحتاج إلى توفّر مقدمات ومتطلبات، وهكذا فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام نجارا، يقوم بنشارة الخشب وعملها، فقد ورد عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال “كان زكرياء نجارا” حيث كان يكسب قوته بعمل يده، وهذا هو سلوك أنبياء الله ورسله، وفي ذلك دلالة هامة على أن العمل واحتراف المهن لا ينقص أحدا، و تأكيدا على ذلك كان زكريا يعمل و يأخذ الأجرة في المقابل، فهو أفضل من سؤال الناس، فالعمل من الأخلاق العظيمة التي تقترن بها العفة والرفعة عن الخضوع والذل للغير، فيكون قوت اليوم من عمل اليد وكسبها، ومن الجدير بالذكر أن النبي زكريا عليه السلام. 

هو زوج خالة مريم بنت عمران، وقد كفلها بعد وفاة والدها وهي صغيرة، في حين كان الله عز وجل كافلها ورازقها وهي المباركة العظيمة، فكان كلما دخل عليها المحراب يجد عندها الطعام الكثير، فيسألها من أين لك هذا الطعام، فترد عليه قائلة أنه من عند الله، وقبيل ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام، كان زكريا من كبار الربانيين الذين كانوا يخدمون الهيكل، وكان عمران والد السيدة مريم، إمامهم ورئيسهم، والكاهن الأكبر فيهم، كما كانت حنة زوجته، خالة إليصابات زوجة زكريا، وقد استجاب الله لدعاء عمران وحنة، بعد أن لبثت حنة عاقرا ثلاثين سنة، فحملت ونذرت أن تهب ولدها لخدمة بيت المقدس، وكانت ترجو أن يكون ذكرا، إلا أنها رزقت بطفلة سمتها مريم. 

وحملتها وقدمتها إلى بيت المقدس، ودفعتها إلى العباد والربانيين فيه، تنفيذا لنذرها، وكان هذا من أحكام الشريعة اليهودية، وتنافسوا في كفالتها، لأنها ابنة رئيسهم وكاهنهم الأكبر، ويعتقد أن عمران أباها قد توفي في هذه الأثناء، وأصر زكريا، على أن يكفلها هو، وحصل الخصام بينهم أيهم يكفل مريم، فلجأوا إلى القرعة، فكانت كفالتها من حظ زكريا عليه السلام، وقد نشأت السيدة مريم نشأة دينية، وتفرغت للعبادة، فكان زكريا يجد عندها رزقا من رزق الله لم يأتها به، وفي غير وقته، وهذا من إكرام الله لها، عندئذ، وقع حب الذرية في قلب زكريا، وتمنى أن يهبه الله ولدا ذكرا يرث الشريعة عنه وعن العلماء الصالحين من آل يعقوب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock