مقالات

الدكروري يكتب عن قريش مع الرسول

الدكروري يكتب عن قريش مع الرسول

الدكروري يكتب عن قريش مع الرسول

بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كانت قريش برجالها ضد الدعوة الإسلامية من النبي صلي الله عليه وسلم فقد طلبوا منه صلى الله عليه وسلم أن يسأل ربه أن يبعث له ملكا يصدقه، ويراجعونه فيه، وأن يجعل له جنات وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة، فأجابهم صلى الله عليه وسلم بنفس الجواب‏، فانتقلوا إلى نقطة رابعة، وطلبوا منه صلى الله عليه وسلم العذاب‏، أن يسقط عليهم
السماء كسفا، كما يقول ويتوعد، فقال‏ صلى الله عليه وسلم “‏ذلك إلى الله، إن شاء فعل‏” فقالوا‏ أما علم ربك أنا سنجلس معك، ونسألك ونطلب منك، حتى يعلمك ما تراجعنا به، وما هو صانع بنا إذا لم نقبل‏، وأخيرا هددوه أشد التهديد، وقالوا‏ أما والله لا نتركك وما فعلت بنا حتى نهلكك أو تهلكنا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم، وانصرف إلى أهله حزينا أسفا لما فاته ما طمع من قومه‏.
ولما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم خاطبهم أبو جهل في كبريائه، وقال‏ يا معشر قريش، إن محمدا قد أبي إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وشتم آلهتنا، وأني أعاهد الله لأجلسن له بحجر ما أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه، فأسلمونى عند ذلك أو امنعونى، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم، قالوا‏‏ والله لا نسلمك لشيء أبدا، فامض لما تريد‏، فلما أصبح أبو جهل، أخذ حجرا كما وصف، ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره، وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو، فقام يصلي، وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل، فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر.
ثم أقبل نحوه، حتى إذا دنا منه رجع منهزما ممتقعا لونه، مرعوبا قد يبست يداه على حجره، حتى قذف الحجر من يده، وقامت إليه رجال قريش فقالوا له‏ ما لك يا أبا الحكم‏؟‏ قال‏ قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض لى دونه فحل من الإبل، لا والله ما رأيت مثل هامته، ولا مثل قصرته ولا أنيابه لفحل قط، فهمّ بى أن يأكلنى‏، وقد قال ابن إسحاق‏‏ فذكر لى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏ “‏ذلك جبريل عليه السلام لو دنا لأخذه‏” ولما فشلت قريش في مفاوضتهم المبنية على الإغراء والترغيب، والتهديد والترهيب، وخاب أبو جهل فيما أبداه من الرعونة وقصد الفتك، تيقظت فيهم رغبة الوصول إلى حل حصيف ينقذهم عما هم فيه، ولم يكونوا يجزمون أن النبي صلى الله عليه وسلم على باطل. 
بل كانوا كما قال الله تعالى فى سورة الشورى “لفى شك منه مريب” فرأوا أن يساوموه صلى الله عليه وسلم في أمور الدين، ويلتقوا به في منتصف الطريق، فيتركوا بعض ما هم عليه، ويطالبوا النبي صلى الله عليه وسلم بترك بعض ما هو عليه، وظنوا أنهم بهذا الطريق سيصيبون الحق، إن كان ما يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم حقا‏، وقال ابن إسحاق أنه اعترض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاص بن وائل السهمى وكانوا ذوى أسنان في قومهم، فقالوا‏‏ يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه، فأنزل الله تعالى فيهم‏ سورة كاملة وهى ” قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock