مقالات

الدكروري يكتب عن فعل قوم سدوم

الدكروري يكتب عن فعل قوم سدوم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، لم يختلفوا في أن حكم من فعل تلك الفاحشة القتل، ولكن اختلفوا في كيفيته، وإليك ما قاله الإمام الشوكاني رحمه الله حول عقوبة من فعل ذلك فقال وما أحق مرتكب هذه الجريمة، ومقارف هذه الرذيلة الذميمة، بأن يعاقب عقوبة يصير بها عبرة للمعتبرين، ويُعذب تعذيبا يكسر شهرة الفسقة المتمردين، فحقيق بمن أتى بفاحشة قوم ما سبقهم بها من أحد من العالمين، أن يستحق بما يكون في الشدة والشناعة مشابها لعقوبتهم، وقد خسف الله تعالى بهم، واستأصل بذلك العذاب بكرهم وثيبهم، وإن نبى الله لوط عليه السلام، كان يُعرف باسم لوت في العهد القديم، وهو نبي من أنبياء الله، ورسول من رسله الكرام صلوات ربى وسلامه عليهم أجمعين.

ولم يخبر القرآن الكريم عن نسبه، بل، أخبر القرآن أنه آمن بإبراهيم الخليل عليه السلام وذلك لما كان إبراهيم عليه السلام يدعو قومه إلى الله في بلاد العراق، ولقد قص لنا القرآن الكريم كذلك استجابته لدعوة نبى الله إبراهيم عليه السلام، وإيمانه له وسيره معه، وكذلك أنه لما هاجر نبى الله إبراهيم من العراق إلى فلسطين كان لوط معه، ولما وصل إبراهيم ولوط عليهما السلام إلى فلسطين، أرسل لله لوطا نبيا إلى مدينتي سدوم وعمورة ليذكر أهلها بعبادة الله تعالى وينهاهم عن فعل المنكرات وأعمالهم الشهوانية، كإتيان الرجال شهوة من دون النساء، وكانت تلك الفعلة غير مسبوقة من الأمم التي مضت، مثلما ذكر القرآن الكريم، وقد حصل ذلك على الرغم من أن نبي الله لوط عليه السلام.

لم يولد في القرية التي أرسل إليها مثل باقي الرسل إلا أن القرآن الكريم ذكرهم بإسم إخوانه، وتتفق القصة المذكورة في التوراة مع ما سرده القرآن الكريم بأن دعوات نبى الله لوط لقومه تم تجاهلها مما تسبب لهم في العذاب وخسف قريتهم، وكذلك، يذكر العلماء أن نبى الله لوط قد رافق عمه في رحلاته، فكان معه في حران، ثم في مصر، وأغدق عليه ملك مصر، كما أغدق على نبى الله إبراهيم عليهما السلام فكثر ماله ومواشيه، ولم يتناول القرآن الكريم حياة نبى الله لوط عليه السلام بعد ذلك، إلا أن الإسلام وضح لنا أن جميع الأنبياء كانوا أمثلة على البر الأخلاقي والروحي وذلك على عكس ما تم ذكره في التوراة من سكر وسفاح بعد تدمير سدوم، وكان قوم نبى لوط عليه السلام.

هم الذين آتوا بفاحشة لم يسبقهم بها أحد من العالمين، فإبراهيم عليه السلام لما خرج من مصر، اصطحب معه في سفره لوط عليه السلام، ورجعا من مصر بمال كثير وخير وفير، ونزلا بأرض فلسطين تلك الأرض المقدسة ثم ضاقت بأنفسهما بقعة الأرض التي نزلاها، فنزح لوط عليه السلام عن محلة إبراهيم عليه السلام واستقر به المقام بمدينة سدوم، وقد كان أهلها ذوي أخلاق فاسدة ونوايا سيئة، لا يتعففون عن معصية، ولا يتناهون عن منكر فعلوه، وكانوا من أفجر الناس وأقبحهم سيرة وأخبثهم سريرة، يقطعون الطريق ويخونون الرفيق ويتربصون لكل سار، فيجتمعون عليه من كل حدب وصوب، ويسلبونه ما حمل ثم يتركونه يندب حظه ويبكي ضياع ماله، لا يردهم عن ذلك دين ولا يصدهم حياء ولا يتعظون لواعظ، ولا يستمعون لنصيحة من عاقل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock