الدكروري يكتب عن عوج بن عنق حقيقة أم خيال
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن في لفظ كلمة جبار به الكثير من المعاني، فقال الإمام الزجاج أن الجبار من الآدميين هو العاتي، وهو الذي يجبر الناس على ما يريد فأصله على هذا من الإجبار وهو الإكراه فإنه يجبر غيره على ما يريده وأجبره أي أكرهه، وقيل هو مأخوذ من جبر العظم فأصل الجبار على هذا المصلح أمر نفسه، ثم استعمل في كل من جر لنفسه نفعا بحق أو باطل، وقيل إن جبر العظم راجع إلى معنى الإكراه، ثم قيل أنه كان قوم جبارين وهؤلاء من بقايا قوم عاد، وقيل هم من ولد عيصوا بن إسحاق، وكانوا من الروم، وكان معهم عوج الأعنق، وهو كما ذكر العلماء أنه، شخصية وهمية خيالية، وقيل في الأساطير أنه كان طوله ثلاثة آلاف ذراع وثلثمائة وثلاثة وثلاثين ذراعا، قاله ابن عمر.
وكان يحتجن السحاب أي يجذبه بمحجنه ويشرب منه، ويتناول الحوت من قاع البحر فيشويه بعين الشمس فيرفعه إليها ثم يأكله، وحضر طوفان نوح عليه السلام ولم يجاوز ركبتيه وكان عمره ثلاثة آلاف وستمائة سنة، ولكن الله عز وجل وضح بأن الناجون من الطوفان هم من بالسفينة فقط لأنها بداية حياة جديدة وعصر جديد حتي يعلم القارئ أن هذه القصة مخالفة لكلام عز وجل، وقيل أنه قلع صخرة على قدر عسكر نبى الله موسى ليرضخهم بها، فبعث الله طائرا فنقرها ووقعت في عنقه فصرعته، وأقبل نبى الله موسى عليه السلام وطوله عشرة أذرع وعصاه عشرة أذرع وترقى في السماء عشرة أذرع فما أصاب إلا كعبه وهو مصروع فقتله، وقيل بل ضربه في العرق الذي تحت كعبه فصرعه فمات.
ووقع على نيل مصر فجسرهم سنة، ويذكر كتاب أساطير مقدسة قصة عوج ابن عنق فيقول تقول الحكايات أن حواء ولدت ابنة منفردة وكانت عادة تلد التوائم ولكنها كانت هذه البنت مشوهة لها رأسان بين كتفيها، ولها فى كل كف عشرة أصابع، ينتهي كل إصبع بمخالب طويلة معقوفة، وهذه الابنة اسمها عنق، ونمت هذه البنت وكبرت ولكنها كانت من المفسدين، وكانت أول من مارس البغاء والزنا من ولد آدم، بل وأول من مارس السحر كذلك، فقد كان الله قد أعطى حواء أسماء وكلمات تتحكم بالشياطين وتكون حرزا للبشر منها، فاستغلت “عنق” نوم أمها وسرقت تلك الأسماء وصارت تمارس بها السحر والإفساد فى الأرض، وكانت تعيش فى الخرائب لتختلى عن أهلها، وأنجبت من الزنا ابنها “عوج”
وفى بعض الروايات اسمه عاج ابن عناق، وزاد فساد “عنق” فدعت عليها حواء فأرسا الله تعالي أسدا فى حجم الفيل افترسها وأراح الناس منها، وقال الكلبي أن عوج من ولد هاروت وماروت حيث وقعا بالمرأة فحملت، والله أعلم.
زر الذهاب إلى الأعلى