مقالات

الدكروري يكتب عن عندما غارت السيدة سارة من هاجر

الدكروري يكتب عن عندما غارت السيدة سارة من هاجر

الدكروري يكتب عن عندما غارت السيدة سارة من هاجر
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد روي أن السيدة سارة لما غارت من السيدة هاجر بعد أن ولدت إسماعيل خرج بها إبراهيم عليه السلام إلى مكة، فروي أنه ركب البراق هو وهاجر والطفل فجاء في يوم واحد من الشام إلى بطن مكة، وترك ابنه وأمته هنالك وركب منصرفا من يومه، فكان ذلك كله بوحي من الله تعالى، فلما ولى دعا لهم، ولما أراد الله تأسيس الحال، وتمهيد المقام، وخط الموضع للبيت المكرم، والبلد المحرم، أرسل الملك فبحث عن الماء وأقامه مقام الغذاء، وجاء في الصحيح أن أبا ذر الغفارى رضي الله عنه اجتزأ به ثلاثين بين يوم وليلة، وقال أبو ذر رضى الله عنه ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكني، وما أجد على كبدي سخفة جوع، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال

.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ماء زمزم لما شرب له إن شربته تشتفي به شفاك الله وإن شربته لشبعك أشبعك الله به وإن شربته لقطع ظمئك قطعه وهي هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل” رواه الدارقطني، وروي أيضا عن عكرمة قال، كان ابن عباس رضى الله عنهما إذا شرب من زمزم قال ” اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء” وقال ابن العربي وهذا موجود فيه إلى يوم القيامة لمن صحت نيته، وسلمت طويته، ولم يكن به مكذبا، ولا يشربه مجربا، فإن الله مع المتوكلين، وهو يفضح المجربين، وقال الترمذي وحدثني أبي رحمه الله، قال دخلت الطواف في ليلة ظلماء فأخذني من البول ما شغلني، فجعلت أعتصر حتى آذاني، وخفت إن خرجت من المسجد أن أطأ بعض تلك الأقدام.

وذلك أيام الحج، فذكرت هذا الحديث، فدخلت زمزم فتضلعت منه، فذهب عني إلى الصباح وروي عن عبد الله بن عمرو إن في زمزم عينا في الجنة من قبل الركن، وأما قوله تعالى ومن ذريتي وكلمة “من ” في قوله تعالى من ذريتي للتبعيض أي أسكنت بعض ذريتي، يعني إسماعيل وأمه لأن إسحاق كان بالشام وقيل هي صلة، أي أسكنت ذريتي، وأما عن قوله تعالى “عند بيتك المحرم” هو يدل على أن البيت كان قديما على ما روي قبل الطوفان، وقد مضى هذا المعنى في سورة البقرة، وأضاف البيت إليه لأنه لا يملكه غيره، ووصفه بأنه محرم، أي يحرم فيه ما يستباح في غيره من جماع واستحلال، وقيل محرم على الجبابرة، وأن تنتهك حرمته، ويستخف بحقه، وأما عن قوله تعالى ربنا ليقيموا الصلاة.

فقد خصها من جملة الدين لفضلها فيه، ومكانها منه، وهي عهد الله عند العباد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خمس صلوات كتبهن الله على العباد ” واللام في ليقيموا الصلاة لام كي، هذا هو الظاهر فيها وتكون متعلقة ب ” أسكنت ” ويصح أن تكون لام أمر، كأنه رغب إلى الله أن يأتمنهم وأن يوفقهم لإقامة الصلاة ، وقد تضمنت هذه الآية أن الصلاة بمكة أفضل من الصلاة بغيرها لأن معنى ربنا ليقيموا الصلاة أي أسكنتهم عند بيتك المحرم ليقيموا الصلاة فيه وقد اختلف العلماء هل الصلاة بمكة أفضل أو في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فذهب عامة أهل الأثر إلى أن الصلاة، في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بمائة صلاة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock