الدكروري يكتب عن صاحب الشرطة في العصر الأموي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان صاحب الشرطة أيام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، هو روح بن زنباع، وكان من المقربين لدية وممن يستمع إليهم، وهو من تنبأ في ذكاء ومهارة الحجاج بن يوسف الثقفي القيادية، وبذلك قدمة إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، وقد قال عبد الملك بن مروان عن الحجاج ” الحجاج هو جلدة ما بين عيني ” وأما عن الخليفه عبد الملك بن مروان، فهو أبو الوليد عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي وهو الخليفة الخامس من خلفاء بني أمية والمؤسس الثاني للدولة الأموية، وقد ولد في المدينة المنوره، وتفقه فيها علوم الدين، وكان قبل توليه الخلافة ممن اشتهر بالعلم والفقه والعبادة، وكان أحد فقهاء المدينة الأربعة، قال الأعمش عن أبي الزناد عنه.
كان فقهاء المدينة أربعة وهم سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك بن مروان، وقد استلم عبد الملك الحكم بعد أبيه مروان بن الحكم سنة خمسه وستين من الهجره، وقد حكم دولة الخلافة الإسلامية واحدا وعشرين عاما، وقد تسلم عبد الملك بن مروان حكم الدولة الأموية، وكان ذلك في وقت كانت الفتن والاضطرابات والانقسامات تعصف بها، فكان في الكوفة كان أنصار الحسين يشعرون بالتقصير والذنب بعد معركة كربلاء، وعندما عم الاضطراب أنحاء بلاد العالم الإسلامي بعد موت يزيد بن معاوية، خرجت من الكوفة ثورة التوابين في الخامس من شهر ربيع الثاني الحكم سنة خمسه وستين من الهجره، وفي منطقة عين الوردة.
استطاع عبد الملك بن مروان القضاء على ثورتهم، وما إن أخمدت ثورة التوابين حتى خرج المختار الثقفي بشعار يا لثارات الحسين، واصطدم مع الأمويين في أكثر من وقعة انتصر فيها، لكن مصعب بن الزبير كفى عبد الملك مواصلة قتاله واستطاع قتله وإخضاع الكوفة تحت سلطة ابن الزبير، وكان الحجاز وبقية بلاد المسلمين إلا دمشق وجزء من الأردن تدين لعبد الله بن الزبير، وأدى زوال خطر المختار الثقفي إلى انحصار المنافسة على زعامة العالم الإسلامي، بين عبد الملك بن مروان وعبد الله بن الزبير، فخرج عبد الملك إلى العراق، وانتصر على مصعب في معركة دير الجاثليق وكان ذلك فى عام اثنين وسبعين من الهجره، ثم سارع بإرسال جيش إلى الحجاز.
بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي لمواجهة عبد الله بن الزبير، فحاصر الحجاج مكة، وانتهى الحصار بمقتل عبد الله بن الزبير ودخول مكة تحت سيادة بني أمية على الحجاز، وكان ذلك فى عام ثلاثه وسبعين من الهجره، وبهذا انتهت خلافة ابن الزبير وتوحد العالم الإسلامي تحت ولاية عبد الملك بن مروان وأصبح الخليفة الشرعي الوحيد للمسلمين.
زر الذهاب إلى الأعلى