مقالات

الدكروري يكتب /عن النعمان أبو عبد الله

الدكروري يكتب /عن النعمان أبو عبد الله

الدكروري يكتب /عن النعمان أبو عبد الله
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
صحابى جليل من الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، ألا وهو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصاري الخزرجي، وكان يكنى أبو عبد الله وهو أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان هو أول مولود ولد في الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر شهرا فأتت به أمه السيدة عمره بنت رواحه، وهى أخت الصحابى عبد الله بن رواحة، تحمله إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فبشرها بأنه سيعيش حميدا ويُقتل شهيدا ويدخل الجنة، وقد ولد النعمان في شهر ربيع الآخر على رأس أربعة عشر شهرا من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا في رواية أهل المدينة، وأما أهل الكوفة فيروون عنه رواية كثيرة يقول فيها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
فدل على أنه أكبر سنا مما روى أهل المدينة في مولده وكان ولي الكوفة لمعاوية بن أبي سفيان وأقام بها وكان عثمانيا ثم عزله معاوية بن أبي سفيان فصار إلى الشام فلما مات يزيد بن معاوية، دعا النعمان لابن الزبير وكان عاملا على حمص فلما قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط في ذي الحجة سنة أربع وستين في خلافة مروان بن الحكم هرب النعمان بن بشير من حمص فطلبه أهل حمص، فأدركوه فقتلوه، ولقد تمتع النعمان بن بشير بمنزلة كبيرة بين الصحابة فكان معاوية بن أبى سفيان يقول يا معشر الأنصار تستبطئونني وما صحبني منكم إلا النعمان بن بشير وقد رأيتم ما صنعت به وكان ولاه الكوفة وأكرمه، والنعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة، هو الأمير العالم ، وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
وابن صاحبه، أبو عبد الله، ويقال أبو محمد الأنصاري الخزرجي، وهو ابن أخت الصحابى الجليل عبد الله بن رواحة وكان مسند النعمان للحديث النبوى، مائة وأربعة عشر حديثا، وقد اتفقا له على خمسة أحاديث، وانفرد الإمام البخاري بحديث وألإمام مسلم بأربعة أحاديث، وقد شهد أبوه بدرا وولد النعمان سنة اثنتين من الهجرة، وسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد عد من الصحابة الصبيان باتفاق، وقد حدث عنه ابنه محمد والشعبي، وحميد بن عبد الرحمن الزهري ، وأبو سلام ممطور، وسماك بن حرب، وسالم بن أبي الجعد، وأبو قلابة، وأبو إسحاق السبيعي، ومولاه حبيب بن سالم، وغيرهم، وكان من أمراء معاوية بن أبى سفيان، فقد ولاه على الكوفة فترة من الزمن ، ثم تولي قضاء دمشق بعد فضالة ثم ثم تولي إمرة حمص.
وقال عنه الإمام البخاري أنه ولد عام الهجرة وقيل أنه وفد أعشى همدان على النعمان وهو أمير حمص، فصعد المنبر، فقال يا أهل حمص، وهم في الديوان عشرون ألفا، هذا ابن عمكم من أهل العراق والشرف جاء يسترفدكم، فما ترون ؟ قالوا أصلح الله الأمير، احتكم له، فأبى عليهم، فقالوا فإنا قد حكمنا له على أنفسنا، بدينارين دينارين، قال فعجلها له من بيت المال أربعين ألف دينار قال سماك بن حرب وكان النعمان بن بشير، والله من أخطب من سمعت، وقيل إن النعمان لما دعا أهل حمص إلى بيعة عبد الله ابن الزبير ذبحوه، وقيل قتل بقرية بيرين وقد قتله خالد بن خلي بعد وقعة مرج راهط في آخر سنة أربعة وستين من الهجرة رضي الله عنه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock