الدكروري يكتب عن العلم المتصف بالأحكام

الدكروري يكتب عن العلم المتصف بالأحكام
بقلم / محمــد الدكــروري
إن من أفضل نعم الله عز وجل علي الإنسان هي نعمة العقل، ومن أعطي عقلا راجحا فقد أوتي الحكمة، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، فقال الإمام النووي رحمه الله، أن الحكمه عبارة عن العلم المتصف بالأحكام، المشتمل على المعرفة بالله سبحانه وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النفس، وتحقيق الحق، والعمل به، والصد عن اتباع الهوى والباطل، والحكيم من له ذلك، والحكيم هو شخص عاقل يرجح الأمور نحو الصواب بما امتلكه من خبرات، عبر تجاربه في الحياة، وقد شهد تاريخ الإنسانية العديد من الحكماء العرب وغير العرب، حيث تعتبر جزءا من التقاليد والعادات التي يجب أن يراعيها الإنسان أثناء تأدية أعماله اليومية بغض النظر عن الدين والعرق والقومية.
حيث عرف بعضهم أن الحكمة عمل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي أي بما معناه وضع الأمور في نصابها، حيث هناك حكم اصلحت للتطبيق لمختلف العصور فكانت عميقة المعنى وبعض منها ما لا يصلح إلا زمن من الأزمنة فتكون سطحية المعنى وقد تأتي الحكمة في النثر والشعر، ولقمان بن ياعوز قد تعلم على يدى نبى الله داود ومعنى كلمة داود أى محبوب، وهو ثاني ملك على مملكة إسرائيل الموحدة، وهو أحد أنبياء بني إسرائيل، إلا أنه في المعتقد اليهودي يعتبر ملكا وليس نبيا وقد جاء بعد الملك إشأو، أو بوشيت أو إشباعل، وهو الابن الرابع للملك شاول، ويتم وصفه على أنه أحق وأنزه ملك من بين ملوك إسرائيل التاريخيين، ولكن ليس بلا خطأ.
وأيضا هو محارب ممتاز، وشاعر، وكان إجابة لرغبة نبى الله داود لبناء معبد أو بيت لله تعالى، وعد الله داود أن عائلته الملكية سوف تعيش للأبد، ولذلك، يؤمن اليهود أن المسيح اليهودي سوف يكون من نسل داود المباشر، ويؤمن المسيحيون أن نسل يسوع يعود إلى داود لأن السيده العذراء مريم بنت عمران، هى من نسل نبى الله داود عليه السلام، وكانت طبيعة ملكه كانت تحت خلاف ونقاش، ولقد رفض ودافع عنها العديد من باحثي التوراة الحديثين، ولكن حياة نبى الله داود المكتوبة في التوراة العبري لا تزال مقبولة بصورة كبيرة بين اليهود والمسيحيين، وقصته أصبح لها تمييز مركزي من قبل المجتمع الغربي، وأما عن لقمان بن ياعور، فقد ولد فى بلاد النوبه.
وأما عن بلاد النبوبه، وهي المنطقة التاريخية الممتدة على طول نهر النيل من الشلال الأول جنوب أسوان شمالا إلى جنوبي التقاء النيلين الأزرق والأبيض جنوبا، وقد كانت بلاد النوبة مقرا لواحدة من أقدم الحضارات في أفريقيا القديمة، وهي حضارة كرمة التي استمرت حتى غزوها من قبل المملكة المصرية الحديثة تحت حكم تحتمس الأول وحتى تفكك المملكة وكانت النوبة موطنا للعديد من الإمبراطوريات القديمة، منها مملكة كوش، التي غزت مصر في عهد بعنخي، وحكمت البلاد باعتبارها الأسرة الخامسة والعشرين.