مقالات

الدكروري يكتب عن أكسل الناس عن الصلاة

الدكروري يكتب عن أكسل الناس عن الصلاة

الدكروري يكتب عن أكسل الناس عن الصلاة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

روي عن قتادة أنه قال في قول الحق سبحانه وتعالي ” وكان أمره فرطا ” قال أضاع أكبر الضيعة، فقد أضاع نفسه وعسى مع ذلك أن تجده حافظا لما له مضيعا لدينه، وعن الحسن قال إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه وكانت المحاسبة من همته، وعن ميمون بن مهران قال لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، وعن مالك بن دينار قال رحم الله عبدا قال لنفسه النفيسة، ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله، فكان لها قائدا، وإن المدخن هو غالبا من أكسل الناس عن الصلاة, وأبعدهم عن حضور المساجد إلا ما شاء الله، ومن صلى منهم رأيت عليه آثار التثاقل، فهو لا يأتي الصلاة إلا دبارا.

وهكذا سائر العبادات، وبالأخص الصيام، فإنه أثقل على المدخنين من غيره، لأنهم به ينفطمون عن لذتهم وسلوتهم، وهي التدخين، وينالهم بتركه آلام وصعوبات نفسية، أما ضرر التدخين في المال، فاسأل من يشربه، ماذا ينفق كل يوم في شربه؟ ولو كان ينفق هذا المال فيما يعود عليه وعلى أهله بالنفع من الطعام الطيب والشراب الحلال واللباس المباح، لكان ذلك خيرا له في دينه ودنياه، ولكنه ينفق الكثير في هذا الدخان الذي لا يعود عليه إلا بالضرر العاجل والآجل، وأما من يتاجر به، ويتكسّب به، حتى صاروا بعد الإعواز واجدين، وبعد الفقر مغتنين، فلبئس ما كسبوا حراما، واكتسبوا آثاما، وإنهم لأغنياء المال، فقراء القلوب، واجدون في الدنيا معدمون في الآخرة.

وإنهم إن تصدقوا به لم يقبل منهم، وإن أنفقوه لم يبارك لهم فيه، وإن خلفوه كان زادا لهم إلى النار، أما عن أضرار التدخين على البيئة، فيعد دخان التبغ من أكثر عوامل تلوث البيئة، لاحتوائه على ذرات وغازات معظمها سام أو مؤذى، والتدخين يسبب التلوث الهوائي، وتساهم مخلفاته من علب السجائر الفارغة وأعقاب السجائر والكبريت في إفساد البيئة التي يعيش فيها الإنسان، وكما يسبب تلفا للمفروشات، ويزيد من تكاليف التهوية والصيانة، للحفاظ على بيئة نظيفة وخالية منه، وأما عن أضرار التدخين الخلقية، فنتيجة لما يُحدثه الإدمان على التدخين من أمراض نفسية وجسدية، وخسارة مالية وغيرها دون فائدة، فإن متعاطيه يشعر بالقَلق والاضطراب النفسي، وتراكم الهموم.

ولذلك تجد غالب المدخنين عابس الوجه، مُقطب الجبين، ضيق الصدر والأفق، خصوصا عندما يفقد هذه المادة ولو يسيرا ، لذلك تجده يثور ويغضب لأتفه الأسباب، وقد أثبت الأطباء أن الدخان يتكون من حوالي أربعة ألاف مادة سامة تؤدي كلها إلى تغيرات في الشكل والوظيفة لأغلب أعضاء جسم المدخن، وتؤثر تأثيرا هداما في أجهزته، ومنها مادة النيكوتين التي أثبت العلم أن بعض القطرات منها يمكن أن تقتل حيوانا، ومنها مادة تستعمل في إبادة الحشرات، وأخرى تمنع من نقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم، وأخرى تؤثر في القصبات الهوائية، وأخرى تؤدي إلى تكوين طبقة صفراء على سطح اللسان، وتؤذي غدد الطعم والذوق الموجودة على سطح اللسان، وتسبب في كثرة السعال، وغير ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock