أوفى الرجال أسلمت زوجته من أجله وظل في خدمتها 30عاما
أوفى الرجال أسلمت زوجته من أجله وظل في خدمتها 30عاما
عزة حسن علي
قصة حب شرير السينما المصرية وزوجته الأرمانية أليس يعقوب وقصة مقاضاتة لعبد الحليم حافظ بسبب إهانته له
ممثل مصري، اسمه بالكامل
(صلاح الدين أحمد درويش)
وشهرته صلاح نظمي
ولد في منطقة محرم بك بمدينة الاسكندرية في 24 يونيو عام 1918، وكان والده يعمل رئيسًا لتحرير جريدة (وادي النيل)
لكنه توفى وصلاح كان لا يزال وقتئذ رضيعا فى الشهر السادس من عمره لتقوم أمه بتربيته هو وثلاثة من أشقائه اشتهر في طفولته بخفة الدم والروح المرحة لذلك التحق الفنان الطفل صلاح نظمي بفريق التمثيل أثناء دراسته
بل إنه قدم أول أدواره على خشبة المسرح وهو في “الروضة” حينما لعب شخصية السيد المسيح في إحدى المسرحيات. وبعد أن نجح في أداء هذا الدور أعفاه الناظر من المصروفات الدراسية، وكان في ذلك الحين يتيم الأب وتقوم والدته بإعالته هو وأشقاءه وتلقى تعليمه الأساسي بمدارس الإرساليات الأمريكية
وبعد أن انتقلت الأسرة إلى القاهرة لإتمام أشقائه دراستهم كانت والدته حريصة على إتمام تعليمه مثل بقية إخوته، فشقيقه الأكبر «السيد» كان مديرا ببنك مصر، والآخر «مصطفى» كان السكرتير العام لوزارة المواصلات، و«سعاد» ربة منزل. التحق هو بمدرسة أزهرية وبالطبع لم يجد بداخلها فريقًا للتمثيل واصبح يدخر جزء من مصروفة ليذهب كل أسبوع إلى السينما لمشاهدة أحدث العروض
ثم تخرج من كلية الفنون التطبيقية قسم الزخرفة وعمل مهندساً بهيئة التليفونات
وظل بها إلى أن وصل إلى درجة مديرعام وأحيل للمعاش سنة 1980م
بدأ نظمى مشواره الفنى عام 1946 بعد حصوله على شهادة معهد الفنون المسرحية ورشحه صديق والده الشاعر محمود باشا تيمور للعمل في فرقة المطربة ملك وبالفعل اسندت اليه دورا فى مسرحية مدام بترفلاي والامير الصعلوك ومايسة وبمبي كشر ثم توالت أدواره الناجحة وظل يعمل بالفرقة لمدة 3 أعوام
حتى سمعت به الفنانة فاطمة رشدي فطلبته للعمل معها في فرقتها المسرحية، وظل يعمل معهما في نفس الوقت
ثم انتقل منها إلى مسرح رمسيس بدعوة من عميد المسرح يوسف وهبي وقدم معه مسرحيات أبرزها المهرج، وأبناء الشوارع، وأعظم امرأة
ولكن رغبة صلاح نظمي في الظهور على شاشة السينما ألحت عليه بقوة حتى حانت الفرصة ودخوله عالم السينما جاء بالصدفة، ففي إحدى المرات كان يسير في ميدان «إبراهيم باشا» وفوجئ بشخص يستوقفه ويسأله انت بتمثل فأجاب نظمي أيوه فقال له بتحب السينما فرد عليه نظمي أيوه فقال خلاص هاتمثل معايا في السينما وكان هذا الرجل هو المخرج الكبيرهنري بركات وعرض عليه سيناريو فيلم “هذا ما جناه أبي” عام 1945،
الفيلم كان ببطولة زكى رستم وصباح وسراج منير وفردوس محمد
ونجح الفيلم نجاحا كبيرا فأعجب به”بركات” كثيرًا وعرض عليه الاشتراك معه ضمن طاقم العمل
ونال نظمي عن هذا الفيلم إشادة النقاد حتى أن الكاتب الراحل عبدالله احمد عبدالله الشهير بـ«ميكي ماوس» كتب عنه قائلاً: «هذا الشاب الذي اخترق الشاشة الفضية يبشر بمستقبل ميلاد فنان كبير
بعد فيلم «هذا ما جناه أبي»، قابل «نظمي» الممثل والمخرج محمود ذو الفقار الذي وقع معه عقد احتكار لبطولة 4 أفلام أهمها فيلما «نادية» و«فتاة من فلسطين وتوالت الاعمال الفنيه
ولكن لصوته الجهوري وملامحه الجادة حاصرته في أدوار الشر بالسينما
فاشتهر بهذه الادوارفمجرد ظهوره فى أى عمل كان معنى هذا أن هناك نوعًا ما من الشر أو الأذى سيقع على أحد ابطال العمل
وحصره المخرجون فى هذه الأدوار فكان يؤدى أدوار المجرم أو العزول الذى يحاول دائماً التفريق بين الحبيبين، أو الذى يغرر بالفتيات ويخدعهن، واشتهر بدوره فى فيلم شىء من الخوف كأحد أفراد عصابة عتريس، وبشخصية الجزار حلاوة العنتبلى فى فيلم “على باب الوزي” ست الحسن، المماليك، إجازة غرام، المساجين الثلاثة، بئر الحرمان، ساعة الصفر، عودة أخطر رجل في العالم وبياعة اليانصيب وهدية وعدو المجتمع وجوز الاثنين وفتاة من فلسطين وصاحبة الملاليم وأوعى المحفظة والليل لنا ونادية
وست الحسن ودماء في الصحراء والأستاذة فاطمة
وقدم غريم عبد الحليم حافظ في فيلم “ليالي الحب”
أدوار لا تنسى جسدها ببراعة بأداء يميل للواقعية ابتعد عن الصوت العالي وتجنب المغالاة في الانفعالات وتميز بقدرته على إبراز تفاصيل البعد الاجتماعي في نوعية الأدوار التي يؤديها، ويبرز ذلك في علاقته بالملابس والإكسسوارات فإذا تأنق وجلس خلف مكتب ممسكا بسيجار أو «بايب»، فإنه ثري، على درجة اجتماعية عالية وإذا ارتدى الجلباب والجبة والقفطان البلدي وحمل العصا فإنه المعلم الذي لا يقف أمامه أحدا.
وغيرها من الأدوار والأعمال الخالدة
وبرغم نجاحه التمثيلي إلا أنه لم يتجاهل موهبته في الكتابة لذلك التحق بمعهد السينما لدراسة كتابة السيناريو وكان باكورة أعماله في الكتابة للسينما فيلم “ساعة الصفر” مع رشدي أباظة
كما قدم لأفلام التليفزيون سيناريو”المتهم” عن قصة الأديب الكبير نجيب محفوظ.
إلا أن هناك حكاية كانت الأشهر بالنسبة له لم تكن تتعلق بالسينما أو أى من الأدوار الشهيرة الذى قدمها خلال مشواره، حيث تعد تلك الحكاية ممثلة في رفعه قضية على العندليب عبد الحليم حافظ أثناء مقابلة إذاعية خلال برنامج مع عبد الحليم حافظ
تم سؤال عبد الحليم من قبل المذيع عن الممثل الأثقل ظلاً بالنسبة للعندليب ليرد وبدون تفكير فقال “صلاح نظمى”
وهو الأمر الذى استمع إليه صلاح نظمى ليستشيط غضباً ويقرر على الفور رفع قضية بداعٍ أن عبد الحليم بذلك سخر منه أمام العيان وقلل منه ليصل الأمر بالفعل إلى ساحات المحاكم وخسر القضية لتنتهى ببراءة العندليب حيث أكد محاميه أن موكله لم يكن يقصد السخرية أو التهكم على شخص نظمى.
بل كان يمتدحه لأن الغرض من كلامه كان حول أدوار صلاح نظمى وليس شخصه وهو ما يجعل الأخير ناجحاً بتلك الأدوار
وما إن انتهت القضية اصطحب العندليب صلاح نظمى إلى المنزل وكان الصلح بعدها بين الثنائى
والذى تكلل خلال مشاركة الثنائى معاً بفيلم أبى فوق الشجرة
لم يحب في حياته سوى مرة واحدة
تعرف صلاح نظمي على زوجته الأرمنية التي تدعى أليس يعقوب عن طريق الصدفة فأعجب بها وأحبها بشدة ثم طلبها من أخيها وتزوجها فى 9 اكتوبر عام 1951
وشهد الفنانان شكري وصلاح سرحان على عقد زواجهما
وحثه شكري سرحان على التأكد من حبها له وطلب منه أن يدعوها للإسلام فوافقت على الفور قائلة «سأفعل ذلك من أجلك» وبالفعل أشهر إسلامها واختار لها اسم والدته رقية فأصبح اسمها رقيه نظمي
وبعد عام من الزواج أنجبا ابنهما الوحيد حسين الذي أصبح فيما بعد مخرجًا تلفزيونيًا واختار لابنه اسم حسين عرفانا للفنان حسين صدقى الذى وقف بجانبه فى أزمته المالية حيث مر «نظمي» بضائقة مالية وظل فترة بدون عمل ليستدعيه «صدقي» إلى مكتبه ويعرض عليه بطولة فيلم جديد ويمنحه أجره في هذا الفيلم
ليُلغي الفيلم بعد ذلك ويحاول «نظمي» أن يرد الأموال لـ«صدقي» فيرفض بشدة معتبرا ما حصل عليه «نظمي» هو نقوط مولوده الجديد، ما دفع «نظمي» لإطلاق اسم «حسين» عليه
أصيبت زوجة الفنان صلاح نظمي بالشلل وظلت مريضة لمدة 30 عامًا كاملة بسبب مرض نادر جعلها قعيدة على كرسىى متحرك لم يقصر نظمى فى خدمتها ورفض التخلى عنهاعلى الرغم من أنها طلبت منه الزواج بأخرى لكنه رفض وبشدة لشدة حبه لها
واستمر في رعايتها والإنفاق على علاجها حتى توفيت عام 1989ولم يتخطى نظمى امر وفاتها استمر في الحزن عليها وسيطر الاكتئاب عليه لمدة عامين
وظل لشهور فى العنايه المركزة حتى وفاته عام 1991
عن عمر يناهز 73 عامًا
وقال حسين ابن صلاح نظمي إن أصعب لحظة في حياة والده كانت وفاة زوجته التي كان رحيلها أصعب لحظة في حياته وهي المرة الأولى التي يرى فيها والده يبكي
في مايو 2015، احتفلت لجنة الأمم المتحدة للفنون في الشرق الأوسط وأفريقيا، بفناني الزمن الجميل، «الأبيض والأسود»، تكريما لما قدموه من أعمال فنية ظلت محفورة في تاريخ الفن المصري، والعربي عموما، وحضر حفل التكريم أبناء الفنانين الراحلين، وكان منهم «حسين» ابن الفنان صلاح نظمى