مقالات

الدكروري يكتب عن طلاق حاتم من ماوية

الدكروري يكتب عن طلاق حاتم من ماوية

الدكروري يكتب عن طلاق حاتم من ماوية
بقلم / محمــــد الدكـــروري
لقد تزوجت السيدة ماوية من حاتم الطائي بعد وفاة زوجته، وقد عاشت معه فترة من الزمن حتي أنجبت له ولده عدي، ولكن بعد ذلك قامت ماوية بإعلان الطلاق على حاتم بعد فترة من الزمن من زواجهما، حيث ضاقت ذرعا بتبذيره الزائد في إكرام الناس وعدم انتباهه لأطفاله ومستقبلهم، وأخفقت محاولاتها في ثنيه عن الإفراط في هذا الأمر، وكان قرار ماوية بالانفصال عن حاتم
بتحريض من ابن عمّه مالك الذي وعدها بالزواج منه إذا انفصلت عن حاتم على وعد منه أن يقوم بتأمين ما يلزمها ويلزم أطفالها، وكانت النساء في الجاهلية إذا عقدن العزم على تطليق أزواجهن يقمن بتغيير جهة الخباء الذي يسكن فيه، فإذا كان من الجهة الشرقية يحولنه إلى الجهة الغربية، وإن كان من جهة اليمن يحولنه جهة بلاد الشام. 
وعندما يلاحظ الزوج ذلك يعرف أنّ زوجته قد طلقته فلا يقترب من مخبئها، وهذا ما حدث مع حاتم الطائي وزوجته ماوية، وقيل إن حاتما رزق منها ولده عدي، وذكرت مصادر أخرى أن أولاده الثلاثة، وهم عدي وعبدالله وسفانة من زوجته النوّار، وقد تعاقب نسل حاتم من بعده، فقد رزق ابنه عبدالله بالبنين بينما لم يرزق ابنه عدي بأحد من الذكور، فكان حاتم الطائي هو من شعراء العرب الجاهليين، والذي عُرف بفطرته السليمة الخيّرة التي تتصف بالفضائل الحميدة، وهذا ما جعله موضع احترام الناس ومحبتهم في العصر الجاهلي، وعندما جاء الإسلام شهد له بهذه الفضائل وأقرّها، مما جعله يحظى بالذكر الطيب والسيرة الحسنة، فكان مثالا للابن الصالح، والأخ الجيّد، والصاحب الوفيّ، والجار الحسن. 
وتمثلت هذه الفضائل في صفات عدة كان منها نصرة الضعيف، ومساعدة الفقير، وإطلاق سراح الأسير والتفريج عن كربته، والالتزام بالعهد وصون الأهل والدفاع عن حرماتهم وأعراضهم، ومراعاة حرمة الجار، وقد جسّد حاتم الطائي هذه الأخلاق التي كان يتحلى بها من خلال قصائده الشعريّة التي زخر بها ديوانه بصور مختلفة ونماذج بلاغيّة شتى، وكان مولد حاتم الطائي في العصر الجاهلي قبل ولادة النبى صلى الله عليه وسلم، ولم يُعرف العام الذي ولد فيه، وقد نشأ وترعرع في منطقة نجد الواقعة في اليمن حيث كانت تسكن قبيلته طيىء في مكان يُقال له تنغة، وهو عبارة عن مورد مائي يقع في وادي حائل الممتد من الجهة الشرقية الشمالية من جبل أجا، ونشأ حاتم الطائي برعاية والدته. 
التي كانت تدعى عتبة ابنة عفيف بن عمرو بن امرؤ القيس بن عدي بن أخزم، وقيل إنها كانت ميسورة الحال وقد ورث حاتم عنها السخاء المفرط الذي عُرفت به، فكان حالها كحال ابنها حاتم لا تدّخر مالا ولا ترد محتاجا، ومن المواقف لحاتم الطائي وهو اسره لدى بكر، أن قالت له امرأة من عنزة بن ربيعه، قم افصد لنا هذه الناقة، فقام حاتم ونحر الناقة بدلا من فصدها، فذهلت المرأة واسمها عالية العنزيه التي تزوجها فيما بعد وانجبت له شبيب على حد ذكر ابن الاثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock